للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي المرآة (١): وإنما ركب شيخ الشيوخ البحر من مصر، ومضى إلى مكة؛ لنذر كان عليه، وأقام إلى أيام الموسم، وحج وعاد إلى بغداد (٢).

[ذكر بقية الحوادث]

منها أن عرب سُليم (٣) نافقت بالبحيرة، واجتمعوا في ستة آلاف فارس، فخرج إليهم أبو الهيجاء السمين في ألفي فارس، فكسرهم ونهبهم.

ومنها أن أبا يعقوب يوسف بن عبد المؤمن (٤) سار إلى إفريقية، وملك قَفْصَة (٥)، وكان سبب ذلك أن صاحبها على بن المعز بن المعتز لما رأى دخول الترك إلى إفريقية واستيلاءهم على بعضها، وانقياد العرب [إليهم] (٦)، طمع في الانفراد عن يوسف، والاستبداد دونه؛ لأنه كان في طاعته، فأظهر ما في نفسه وخالفه، وأظهر العصيان، ووافقه أهل قفصَة، فقتلوا كل من كان عندهم من الموحدين أصحاب أبي يعقوب، وكان ذلك في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، [فأرسل والي بجاية] (٧) إلى يوسف (٨) بن عبد المؤمن [يخبره] (٩) باضطراب أمور البلاد واجتماع العربان إلى قراقوش التركي، ودخوله إفريقية، واستيلائه، فشرع يوسف (١٠) في سَد الثغور التي يخافها بعد مسيره، ثم تجهز وجمع العساكر، وسار إلى إفريقية، ونزل على مدينة قفصة وحصرها ثلاثة أشهر؛ لأنها مدينة حصينة، وأهلها أنجاد، وقطع أشجارها. ولما اشتد على صاحبها على بن المعتز الأمر، خرج منها مختفيا لم يدر به أحد من أهل البلد، وسار إلى خيمة يوسف، وعرَّف


(١) مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٢٩.
(٢) مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٢٩.
(٣) عرب سُلَيْم: بطن من جُذام، من القحطانية، انظر عمر كحالة: معجم قبائل العرب، ج ٢، ص ٥٤٠.
(٤) هو أبو يعقوب يوسف بن أبي محمد عبد المؤمن بن علي القيسي الكومي صاحب المغرب، تولى زعامة الدولة الموحدية من سنة ٥٥٨ هـ- ٥٨٠ هـ / ١١٦٣ - ١١٨٤ م، توفي سنة: ٥٨٠ هـ. وفيات الأعيان، ج ٧، ص ١٣٠ - ١٣٨؛ نهاية الأرب، ج ٢٨، ص ٣٧١ حاشية ٤.
(٥) قفصة: بلدة صغيرة في طرف إفريقيا من ناحية المغرب من عمل الذاب الكبير، بينها وبين القيروان ثلاثة أيام. معجم البلدان، جـ ٤، ص ١٥١.
(٦) "إليها" في نسختى المخطوطة أ، ب. والمثبت من الكامل، ج ١٠، ص ١٠٣.
(٧) "فأرسلوا إلى بجاية" في نسختى المخطوطة أ، ب. والتصحيح من الكامل، ج ١٠، ص ١٠٣، وهذا يتسق مع النص التاريخي.
(٨) "أبي يوسف" في نسخة ب.
(٩) "يخبرونه" في نسختى المخطوطة أ، ب، والمثبت من الكامل، ج ١٠، ص ١٠٣.
(١٠) "أبو يوسف" في نسخة ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>