للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتله، فقال له أهل الحصن: لا تقتله، وخذ لك عشرة آلاف دينار، فأبي، فوصَّلوه إلى مائة ألف دينار، فأبى إلا قتله فقتله، فلما قتله نزل صاحب الحصن وهو شيخ كبير، ومعه مفاتيح ذلك الحصن، فقال له: خذ هذه فإني شيخ كبير" (١) وإنما كنت أحفظه لأجل هذا الصبي الذي قتلته، ولي أولاد أخي أكره أن يملكوه بعدي، فأقره فيه، وأخذ أموالا كثيرة (٢).

ومنها أن الخليفة ابتدأ في هذه السنة بعمارة المسناة (٣) في الجانب الغربي من بغداد، وهي قائمة إلى هلم جرا.

ومنها أنه ابتدأ بعمارة تربة المستضيء المجاورة لجامع فخر الدولة. وتولى عمارتها ابن الصاحب أستاذ الدار، ونقل تابوته إليها.

وفيها .......... (٤).

وفيها حج بالناس من العراق طاشتكين، ومن الشام سيف الدين على المشطوب.

[ذكر من توفي فيها من الأعيان]

مبارك بن علي بن الحسين بن الطباخ أبو محمد البغدادي (٥)؛ نزيل مكة، أقام بها أربعين سنة يؤم الناس، حطيم لا يراه أحد في غير المحرم، ويعتمر كل يوم ويتعبد ولا يراه أحد، فتوفي فيها بشوال، ودفن بالمعلي، سمع أبا القاسم بن الحصين وطبقته، وكان صالحًا ثقة.

[سعيد] (٦) بن عبد الله بن القاسم: أخو كمال الدين الشهرزوري قاضى الشام، وهذا أصغر أخوة كمال الدين، ولد سنة ست وخمسمائة، وكنيته أبو الرضى، قدم بغداد وتفقه بها، وسمع شيوخها، وخرج إلى خراسان، فأقام عند محمد بن يحيى النيسابوري (٧) مدة


(١) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ب.
(٢) ورد هذا النص في الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٦٣؛ البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٢٨.
(٣) "المسماة" في مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٢٩. وقال السبط أنها تسمى دار بير.
(٤) بياض بمقدار سطر.
(٥) انظر ترجمته في شذرات الذهب، ج ٤، ص ٢٥٣ - ٢٥٤، في وفيات سنة ٥٧٥ هـ.
(٦) "سعد" في نسختى المخطوطة أ، ب. والمثبت من وفيات الأعيان، ج ٧، ص ٨٥، ص ٣١٢؛ طبقات الشافعية، ج ٤، ص ٤١، ط. المطبعة الحسينية المصرية. وهو القاضي فخر الدين أبو الرضي سعيد بن عبد الله بن القاسم ابن المظفر الشهرزوري.
(٧) هو: أبو سعد محمد بن يحيى بن أبي منصور النيسابوري الملقب محى الدين الفقيه الشافعي، توفي في رمضان سنة ٥٤٨ هـ/ ١٠٥٦ م. وفيات الأعيان، ج ٤، ص ٢٢٣ - ص ٢٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>