للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها (١) أن عز الدين صاحب الموصل اجتمع هو [وشاه أرمن] (٢) صاحب خلاط على قتال صلاح الدين؛ وسبب ذلك أن رسل عز الدين ترددت إلى شاه أرمن تستنجده وتستنصره على صلاح الدين، فأرسل شاه أرمن إلى صلاح الدين عدة رسل في الشفاعة بالكفِّ عن الموصل، وما يتعلق بعز الدين، فلم يجبه إلى ذلك، وغالطه، فأرسل إليه أخيراً مملوكا له، يقال له سيف الدين بكتمر الذى ملك خلاط بعده (٣)، فأتاه وهو يحاصر سنجار يطلب إليه أن يتركها ويرحل عنها، وقال له: إن رحل عنها وإلا فتهدده بقصده ومحاربته، فأبلغه بكتمر الشفاعة، فَسَوَّفَ في الإجابة رجاء أن يفتحها، فلما رأى بكتمر ذلك أبلغه الرسالة بالتهديد، وفارقه غضبان، ولم يقبل منه خلعة ولا صلة، وأخبر (٤) صاحبه الخبر، فسار إلى ماردين، وصاحبها قطب الدين بن ألبى، وهو ابن أخت شاه أرمن، وابن خال عز الدين وحموه، وحضر صحبة شاه أرمن دولة شاه صاحب بَدْليس (٥) وأرزن (٦)، وسار عز الدين من الموصل في عسكره جريدة من الأثقال. فلما سمع صلاح الدين باجتماعهم سير إلى ابن أخيه تقى الدين وهو بحماة يستدعيه، ورحل إلى رأس عين، فلما سمعوا برحيله تفرقوا، فعاد شاه أرمن إلى خلاط، واعتذر بأنه يجمع العساكر ويعود، وعاد عز الدين إلى الموصل، وأقام قطب الدين بماردين، وسار صلاح الدين فأقام تحت ماردين أياما (٧).

وفيها ............... (٨)

وفيها: حج بالناس من العراق طاشتكين (٩).


(١) ورد هذا النص في الكامل، جـ ١٠، ص ١١٦ - ١١٧.
(٢) "ساهر من" في نسختى المخطوطة أ، ب. والمثبت من الكامل، جـ ١٠، ص ١١٦، كذلك مما ورد من أحداث بعد ذلك في نص العينى الذى بين أيدينا.
(٣) يقصد هنا أن سيف الدين بكتمر ملك خلاط بعد شاه أرمن. الكامل، جـ ١٠، ص ١١٧.
(٤) "أبلغ" في نسخة ب.
(٥) بدليس: بلدة من نواحى أرمينية قرب خلاط. معجم البلدان، جـ ١، ص ٥٢٦.
(٦) أرزن: مدينة مشهورة قرب خلاط ولها قلعة حصينة وكانت من أعمر نواحى أرمينية. معجم البلدان، جـ ١، ص ٢٠٥ - ٢٠٦.
(٧) إلى هنا توقف العينى عن النقل من الكامل، جـ ١٠، ص ١١٦ - ١١٧.
(٨) بياض بمقدار سطر ونصف في النسختين.
(٩) مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>