للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها إلى كرمان، فجرت بين الأخوين حرب، ظفر فيها بهرام شاه، وهرب أرسلان شاه، وقصد أصفهان (١) مستجيرًا بأيلدكز (٢)، فأنفذ معه عسكرًا، فاستنقذوا البلاد من بهرام شاه وسلموها إلى أرسلان شاه، فعاد بهرام شاه إلى نيسابور مستنجدًا بالمؤيد صاحبها، فأقام عنده. فاتفق أن أخاه أرسلان شاه مات، فسار إلى كرمان فملكها وأقام بها بغير منازع.

قطب الدين مودود بن عماد الدين زنكي بن آقسنقر؛ المعروف بالأعرج، صاحب الموصل، وهو أخو نور الدين محمود بن زنكي. وكان قطب الدين مودود تولى السلطنة بالموصل وتلك البلاد، عقيب موت أخيه سيف الدين غازي (٣)، وكان حسن السيرة عادلًا في حكمه، محببًا إلى الرعية، محسنًا إليهم، حسن الشكل. وفي دولته عظم جمال الدين محمد الأصفهاني (٤)، كما ذكرنا في ترجمته. وكان مدبر دولته، وصاحب رأيه الأمير زين الدين على كوجك (٥)، والد مظفر الدين صاحب إربل (٦). وكان نعم المدير، مع شجاعته وفروسيته. ولم يزل قطب الدين على سلطنته ونفاذ كلمته، إلى أن توفي في شوال من هذه السنة. وقيل في الثاني والعشرين من ذي الحجة من هذه السنة. وقيل توفي في ربيع الآخر من سنة ست وستين وخمسمائة.

وقال ابن خلكان (٧): هذا ليس بصحيح، فإن أخاه [نور الدين] (٨) كان بالموصل في شهر ربيع الآخر، وجاءت رسل الخليفة، وهو مخيم على وفاة أخيه قطب الدين. وكانت


(١) أصفهان: هي أصبهان، وهي مدينة بأرض فارس. معجم البلدان، ج ١، ص ٢٩٢.
(٢) هو: "أيلدكز" شمس الدين، توفي سنة ٥٧٠ هـ/ ١١٧٤ م. حكم بين سنوات ٥٣١ هـ - ٥٦٨ هـ/ ١١٣٧ - ١١٧٣ م ببلاد أذربيجان. وعن بني أيلدكز أتابكة أذربيجان. انظر: معجم الأنساب، ج ٢، ص ٣٤٩؛ الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٤٧٦؛ وفيات الأعيان، ج ٥، ص ٢٠٨.
(٣) هو سيف الدين غازي بن أتابك عماد الدين زنكي، توفي سنة ٥٤٤ هـ/ ١١٤٩ م. انظر: الباهر، ص ٨٤ - ٩٢.
(٤) "محمود" في نسخته المخطوطة أ، ب. والمثبت هو الصحيح. وهو جمال الدين محمد بن علي بن أبي منصور، الوزير، المعروف بالجواد، توفي سنة ٥٥٩ هـ/ ١١٦٤ م. انظر: وفيات الأعيان، ج ٥، ص ١٤٣؛ وقد ذكره ابن العماد الحنبلي في الشذرات في وفيات سنة ٥٥٨ هـ/ ١١٦٣ م.
(٥) زين الدين على كوجك بن بكتكين. نائب قطب الدين بالموصل. وكانت بيده إربل. توفي سنة ٥٦٣ هـ/ ١١٦٨ م. انظر: النوادر السلطانية، ص ٣٩؛ وفيات الأعيان، ج ٤، ص ١١٤؛ الكامل، ج ١٠، ص ٨.
(٦) إربل: قلعة حصينة ومدينة كبيرة من أعمال الموصل. وأكثر أهلها أكراد وقد استعربوا. انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ١٨٩.
(٧) انظر: وفيات الأعيان، ج ٥، ص ٣٠٣ في ترجمة قطب الدين مودود.
(٨) ما بين الحاصرتين مثبت من وفيات الأعيان للتوضيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>