للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ذكر فتح صيدا]

نزل عليها السلطان بعسكره يوم الأربعاء الحادي والعشرين من جمادى الأولى، فجاء رسل صاحبها بمفاتيحها وفتحت أبوابها، ودخل فيها المسلمون، وأقيمت بها الجمعة والجماعة.

[ذكر فتح بيروت] (١)

ثم رحل السلطان من صيدا إلى بيروت، فنزل عليها يوم الخميس الثاني والعشرين من جمادى الأولى، وتسلمها يوم الخميس التاسع والعشرين منه، وذلك بعد قتال عظيم وحصار شديد ونقب لأسوارها. وظهر في تلك الأيام خراب شديد من الداوية، فأخر الأمر [٤٠] لما اشتد بهم الحال خرج أحد المقدمين يستدعى الأمان، فأمّنهم السلطان فنزلوا على الطاعة، وسلَّموا البلد في التاريخ المذكور.

وفي النوادر (٢): لما فرغ بال السلطان من هذا الجانب رأي قصد عسقلان (٣)، ولم ير الاشتغال بصور بعد أن نزل عليها ومارسها في هذا الوقت؛ لأن العسكر كانوا تفرقوا في الساحل، وذهب كل إنسان يأخذ لنفسه شيئاً، وكانوا قد ضرسوا من القتال وملازمة الحرب، وكان قد اجتمع في صور كل فرنجى بقى في الساحل فرأى قصد عسقلان لأن أمرها كان أيسر.

وكان السلطان فتح جُبيل (٤) يوم الثلاثاء السابع عشر (٥) من جمادى الأولى، وكان صاحب جبيل اسمه أوْك وهو الذي سلم جبيل إلى السلطان وهو على بيروت.


(١) انظر: الفتح القسى، ص ١٠٤ - ١٠٦؛ الكامل، ج ١٠، ص ١٥١ - ١٥٢؛ النوادر السلطانية، ص ٨٠؛ الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٢٩٢؛ مفرج الكروب، ج ٢، ص ٢٠٦.
(٢) النوادر السلطانية، ص ٨٠.
(٣) عسقلان: هي مدينة بالشام من أعمال فلسطين على ساحل البحر بين غزة وبيت جبرين - يقال لها: عروس الشام، معجم البلدان، ج ٣، ص ٦٧٣ - ٦٧٤.
(٤) جُبَيل: بلد مشهور في شرقي بيروت. انظر: معجم البلدان، ج ٢، ص ٣٢.
(٥) "سابع عشرى" في الفتح القسي، ص ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>