للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها أن الخليفة جهز ابن يونس، وكان استوزره إلى همذان، فخرج نصف الليل ليلة الثلاثاء الثامن والعشرين من المحرّم من هذه السنة، قالوا: القمر بربع المريخ. وساق العساكر للقاء السلطان طغريل بن أرسلان بن طغريل السلجوقي [٦٣] بالقرب من همذان، وكان طغريل قد بعث إلى الخليفة يَطلب السلطنة، فأخرج الأموال وجهز جيشًا عظيمًا، وقدم عليهم ابن يونس جلال الدين عبد الله، وكان في جملة الأمراء طغريل صاحب البصرة وأمير الحاج طاشتكين، فأنفا من تقديم ابن يونس عليهما، ولم يُقراه. فقال ابن يونس: والله لأرمينَّهم في المهالك. وسار إلى باب همذان، والتقوا هناك فقَصَّر طغريل وطاشتكين، والتقاهم السلطان فكسَرهم ومزقهم كل ممزّق، وقتلوا وأسروا، وأخذ الوزيرُ ابنُ يونس وكان محلوق الرأس، فأحضر بين يدي السلطان، فألبَسه طرطورًا أحمر فيه جلاجلَ وجَعل يَضحك عليه، ولم يصل إلى بغداد من العسكر إلا القليل؛ تقطعوا في الجبال وماتوا عطشًا وجوعًا (١).

وفي تاريخ المؤيد (٢): وكانت ملاقاتهم بقرب همذان في الثامن من ربيع الأول. وفي تاريخ بيبرس: وأقبل طغربل فالتقاهم بمَرْج عند همدان، فلم يثبت له عسكر بغداد، فانهزموا.

وفيها ................. (٣).

................

وفيها حج بالناس من العراق طاشتكين.

ذِكر مَنْ تُوفي في هذه السّنة من الأعيان

الحافظ أبو بكر محمد بن موسى بن عثمان بن حَازم الحازمي الهمذاني، صَاحب التصانيف على صغر سنه، منها: "العجالة في النسب" (٤)، و "الناسخ والمنسوخ" (٥) وغيرهما، وكان مولده سنة ثمان أو تسع وأربعين وخمسمائة، وتوفي في الثامن والعشرين


(١) لمعرفة تفاصيل هذا الحدث انظر: الكامل، ج ١٠، ص ١٧٨.
(٢) المختصر في أخبار البشر، ج ٣، ص ٧٦.
(٣) بياض في المخطوطة بمقدار كلمتين ثم نصف سطر بعدها في لوحة ٦٣ من النسخة المعتمد عليها كأصل في التحقيق.
(٤) "عجالة المبتدي في الأنساب". انظر: حاجي خليفة، كشف الظنون، ج ٢، ص ١١٢٥.
(٥) الناسخ والمنسوخ. انظر: حاجي خليفة، كشف الظنون، ج ٢، ص ١٩٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>