للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل فيما وقع من الحوادث في السنة السابعة والثمانين بعد الخمسمائة

استهلت هذه السنة والخليفة هو الناصر لدين الله، والسلطان صلاح الدين يوسف ابن أيوب مقيم على عكا، والحصار مستمر على حاله من الجانبين، وقد استكمل دخول البدل إلى البلد، والملك العادل أخو السلطان مخيم إلى جانب البحر ليتكامل دخولهم ودخول ميرتهم.

[ذكر وقعات متعددة في هذه السنة بين المسلمين والإفرنج]

الأولى: وقعت في مستهل ربيع الأول منها، خرج المسلمون من عكا فهجموا على مخيم الإفرنج فقتلوا منهم خلقاً كثيراً، ونهبوا شيئاً كثيراً، وسبُوا اثنتى عشرة امرأة.

الثانية: وقعت في ثالث ربيع الأول بينهم وبين يزك السلطان. وذلك أنه خرج إليهم من الإفرنج خلق عظيم، وجرى بينهم وقعة شنيعة قتل فيها من الإفرنج جماعة، وقتل منهم رجل كبير على ما قيل، ولم يُفقد من المسلمين إلا خادم كان للسلطان، سمى قراقوش، وكان شجاعاً عظيماً له وقعات كثيرة عظيمة، استشهد في ذلك اليوم. وفى بعض التواريخ ولم يقتل من المسلمين في هذه الوقعة سوى طواشى صغير عثر به فرسُه (١).

الثالثة: وقعة أسد الدين شيركوه (٢) بن ناصر الدين محمد بن أسد الدين شيركوه الكبير، صاحب حمص. وكان من حديثه أن السلطان -رحمه الله - كان قد رسم له أن يأخذ حذره من الفرنج بطرابلس، ويأخذ بحراسة المسلمين والفلاحين من تلك الناحية، وأنه قيل له أن أهل طرابلس قد أخرجوا دشارهم (٣) وخيلهم وأبقارهم إلى مرج هناك،


(١) نقل العينى هذا الخبر بتصرف عن الفتح القسى، ص ٤٧٠؛ البداية والنهاية، جـ ١٢، ص ٣٦٤.
(٢) أسد الدين شيركوه بن ناصر الدين محمد بن أسد الدين شيركوه، توفى بحمص سنة ٦٣٧ هـ، ودفن في تربته داخل البلد، انظر: وفيات الأعيان، جـ ٢، ص ٤٨.
(٣) الدشار: ويقال الجشار. وهى جشارات، وجشير، وهى الخيل والأبقار التى تساق مع الجيش، وهو أيضاً مكان رعى الماشية من خيل وغيرها. السلوك، جـ ١ ق ٢، ص ٤٩٠، حاشية ٢؛ جـ ١ ق ٣، ص ٩٠٩، حاشية ١؛ Dozy: Supp. Dict. Ar.

<<  <  ج: ص:  >  >>