للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكانت الخطبة لبني العباس قد قُطعت من ديار مصر من سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، في خلافة المطيع (١) العباسي، حين تغلب الفاطميون عليها أيام المعز (٢) الفاطمي، باني القاهرة، إلى هذا الأوان، وذلك مائتا سنة وثماني سنين.

وقال ابن الجوزي (٣): ووصل يوم السبت ثاني عشرين المحرم ابن أبي عصرون، رسولًا يبشر بأن الخليفة خطب له بمصر، وضُربت السَّكَّةُ باسمه، وخُلع على الرسول، وانكمدت الروافض (٤). وقد صنفتُ في هذا كتابا سميته "النصر، على مصر" (٥)، وعرضته على الإمام المستضيء بأمر الله، أمير المؤمنين.

وقال العماد (٦): شيع نور الدين شهاب الدين أبا المعالي المطهر، ابن الشيخ شرف الدين بن أبي عصرون بهذه البشارة، وأمرني بإنشاء بشارة عليه، تقرأ في سائر بلاد الإسلام، وبشارة خاصة للديوان العزيز بحضرة الإمام في مدينة السلام (٧). قال (٨): ونظمت قصيدة مشتملة على الخطبة بمصر أولها:

قَدْ خَطَبْنَا لِلْمسْتَضِىِ بِمِصْرٍ … نَائِبُ الْمُصْطَفَى إِمَامُ الْعَصْرِ

وَخَذَلْنَا لِنَصْرِه (٩) العَضُدَ العا … ضِدَ والقَاصِرَ الَّذِي بِالْقَصْرِ

وأراد بالعضد وزير بغداد، عضد الدين بن رئيس الرؤساء.


(١) الخليفة المطيع العباسي: هو أبو القاسم الفضل بن المقتدر بن المعتضد، ولد سنة ٣٠١ هـ/ ٩١٤ م، وبويع له بالخلافة عند خلع المستكفي في جمادى الآخرة سنة ٣٣٤ هـ/ ٩٤٥ م، توفي سنة ٣٦٤ هـ / ٩٧٥ م. انظر: تاريخ الخلفاء، ص ٣٩٨ - ٤٠٥.
(٢) الخليفة المعز الفاطمي: أبو تميم معد الملقب المعز لدين الله بن المنصور بن القائم بن المهدي عبيد الله، وكانت مدة مملكته ثلاثا وعشرين سنة، وتوفي في ربيع الآخر سنة ٣٦٥ هـ/ ٩٧٦ م، انظر: وفيات الأعيان، ج ٥، ص ٢٢٤ - ٢٢٨؛ الجوهر الثمين، ج ١، ص ٢٤٧ - ٢٤٩.
(٣) انظر: المنتظم، ج ١٠، ص ٢٣٧ حيث ينقل العينى عنه بتصرف.
(٤) الروافض: تطلق على الغلاة في حب عَلِىّ وسموا كذلك لأنهم رفضوا رأى الصحابة حيث بايعوا أبا بكر وعمر. انظر: عبد القادر الرسعني: مختصر كتاب الفرق بين الفرق. نشر فيليب حتّى، ج ١، ص ٣٠ مصر ١٩٢٤.
(٥) "النصر على … مصر" في الأصل: وبالرجوع إلى المصنفات التي وردت في ترجمة ابن الجوزي في المرآة، ج ٨، ص ٣١٥ ذكر السبط اسم الكتاب كما أثبتناه؛ انظر أيضا: البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٢٦٤ حيث ورد الاسم "النصر على مصر".
(٦) "فسير" في الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٠٣ عن العماد.
(٧) مدينة السلام: هي بغداد. انظر: معجم البلدان، ج ٤، ص ٤٥٣.
(٨) القول للعماد في الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٠٣.
(٩) "كنصره" في نسخة ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>