للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخامس في سيرته:

كان شيعيًا خبيثًا، لو أمكنه قَتَلَ كل من قدر عليه من أهل السنة، وكان كريمًا جوادًا ممدحًا.

وقال ابن خلكان: كان العاضد شديد التشيع، متغاليًا (١) في سب الصحابة رضي الله عنهم، وإذا رأى سُنِّيًا استحل دمه، وسار وزيره (٢) الصالح بن رزيك في أيامه سيرة مذمومة فإنه احتكر الغلات فارتفع سعرها، وقتل أمراء الدولة خشية منهم، وأضعف أحوال الدولة المصرية فقتل مقاتلتها، وأفني ذوي الآراء والحزم منها.

وفي تاريخ ابن العميد: وكان مذهبهم مذهب أهل التناسخ (٣)، واعتقاد الجزء الإلهي في أشياخهم. وقد ذكرنا أن الحاكم (٤) قال لداعيه: كم في جريدتك؟ قال: ستة عشر ألفا، يعتقدون أنك إله.

وقال فيه بعض الشعراء:

مَا شِئْتَ لَا مَا شَاءتْ الأقْدَارُ … فَاحْكُمْ فَأنْتَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ

وهذا كفر محض، وليس مثله إلا قول فرعون: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} (٥)، وقال بعض شعرائهم بذكر ظهور مهديهم فيما يزعمون برقادة (٦) من عمل القيروان:

حَلَّ بِرُقَّادَةَ الْمَسِيحِ … "و" (٧) حَلَّ بِهَا آَدَمٌ وَنُوحُ

حَلَّ بِهَا اللَّهُ في عُلَاهُ … وَمَا سِوَى اللهِ فَهْوَ رِيحُ


(١) "غاليا" في نسختى المخطوطة أ، ب. والمثبت من وفيات الأعيان، جـ ٣، ص ١١٠.
(٢) الصالح بن رزيك، هو أبو الغارات طلائع بن رزيك، توفي سنة ٥٥٦ هـ/ ١١٦١ م. انظر وفيات الأعيان، جـ ٢، ص ٥٢٦ - ٥٣٠.
(٣) أهل التناسخ: قالوا بتناسخ الأرواح في الأجساد والانتقال من شخص إلى شخص. الشهرستاني: الملل والنحل، جـ ١، ص ٢٥٣، تحقيق محمد سيد كيلاني، القاهرة ١٩٦١ م.
(٤) هو الحاكم بأمر الله الفاطمي، المنصور أبو علي بن العزيز بالله نزار بن المعز، وكانت مدة خلافته خمسًا وعشرين سنة وشهرًا. تولى سنة ٣٨٦ هـ/ ٩٩٦ م وقتل سنة ٤١١ هـ/ ١٠٢٠ م. انظر: اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا، تحقيق جمال الدين الشيال، جـ ٢، ص ٣ - ١٢٣؛ نهاية الأرب، جـ ٢٨، ص ١٦٧ - ٢٠٢.
(٥) سورة النازعات: آية (٢٤).
(٦) رقَّادَة: بلدة بتونس بينها وبين القيروان أربعة أميال. انظر: معجم البلدان، جـ ٢، ص ٧٩٧ - ٧٩٨.
(٧) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>