للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رجب سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وهو ابن إحدى عشرة سنة (١). ولم يل أبوه الخلافة، وأمه أم ولد، يقال لها ست المُنى. وكانت الخطبة لبني العباس قد قطعت من ديار مصر من سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، في خلافة المطيع العباسي، حين تغلب الفاطميون عليها أيام المعز الفاطمي -باني القاهرة-[و] (٢) إلى هذا الأوان، وذلك مائتا سنة وثماني سنين.

وقال النويري (٣) في تاريخه: وجميع من خطب [له من الفاطميين] (٤) بالخلافة أربعة عشر خليفة، بمصر أحد عشر خليفة، وبالمغرب ثلاثة -عدد خلفاء بني أمية (٥) - وهم: المهدي، والقائم والمنصور، والمعز، والعزيز، والحاكم، والظاهر، والمستنصر، والمستعلي، والآمر، والحافظ، والظافر، والفائز، والعاضد (٦).

وجميع مدة خلافتهم من حين ظهر المهدي بسجلماسة (٧) في ذي الحجة من سنة ست وتسعين ومائتين إلى أن توفي العاضد في هذه السنة -أعني سنة سبع وستين (٨) وخمسمائة- مائتان واثنان وسبعون سنة.

وقال ابن كثير (٩): كان أول من ملك منهم المهدي، وكان من أهل سلمية (١٠) حداد اسمه سعيد، وكان يهوديًا، فدخل بلاد المغرب، وتسمى بعبيد الله، وادعى أنه شريف علوي فاطمي، وقال: إنه المهدي. وقد ذكر هذا غير واحد من سادات العلماء الكبراء؛ كالقاضي أبي بكر الباقلاني، والشيخ أبي حامد الإسفراييني، كما ذكرنا ذلك مفصلًا. والمقصود أن هذا الكذاب راج له ما افتراه في تلك البلاد، ووازره جهلة من العباد،


(١) إلى هنا توقف العيني عن النقل من سبط ابن الجوزي، مرآة الزمان، جـ ٨، ص ١٨١.
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل ومثبت في ب.
(٣) نهاية الأرب، جـ ٢٨، ص ٣٤٧ حيث ينقل العينى عنه بتصرف.
(٤) "للفاطميين" في الأصل. والمثبت بين الحاصرتين لإيضاح المعنى.
(٥) عن خلفاء بني أمية في المشرق انظر: معجم الأنساب، جـ ١، ص ١.
(٦) انظر: معجم الأنساب، جـ ١، ص ١٤٦ - ١٤٧.
(٧) سجلماسة: مدينة في جنوب المغرب بينها وبين فاس عشرة أيام. انظر: معجم البلدان، جـ ٣، ص ٤٥ - ٤٦.
(٨) ذكر المقريزي أن دولة الفاطميين اتصلت نحوًا من مائتين وسبعين سنة. انظر: اتعاظ الحنفا، جـ ٣، ص ٣٣١.
(٩) انظر البداية والنهاية، جـ ١٢، ص ٢٨٦ حيث ينقل العينى عنه بتصرف.
(١٠) سَلَمْية: بفتح أوله وثانيه وسكون الميم. بليدة من أعمال حماه. انظر: معجم البلدان، جـ ٣، ص ١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>