للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل عودة إلى مبحث الإيمان والإسلام]

فصل (١) والإيمان هو الإسلام، قال الله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحجرات: ١٤] وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت» (٢) فهذا حقيقة الإسلام.

وأما الإيمان فعن عمر بن الخطاب «أن جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره من الله. قال: فإذا فعلت ذلك فقد آمنت؟ قال: نعم» . أخرجه (٣) مسلم وأبو داود وغيرهما. وفيه من الأدلة ما لو استقصيناه لأدى إلى الإملال، وفي حديث سعد بن أبي وقاص «إني لأراه مؤمنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مسلما فذكر ثلاثة وأجابه بمثل ذلك» (٤) .

قال الزهري (٥) " فنرى الإسلام الكلمة والإيمان العمل الصالح ".

قلت: فعلى هذا قد يخرج الرجل من الإيمان إلى الإسلام، ولا يخرج من الإسلام إلا إلى الكفر بالله - تعالى وتبارك - أعاذنا الله منه.


(١) انظر لموضوع " الإيمان والإسلام " شرح العقيدة الطحاوية (ص ٣٩٠ - ٣٩٥) .
(٢) متفق عليه من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: البخاري (١ / ٤٩ فتح) ومسلم (١٦) واللفظ له.
(٣) رواه مسلم (٨) دون قوله: " إذا فعلت ذلك فقد آمنت قال نعم " وأبو داود (٤٦٩٥) والنسائي (٨ / ٩٧) وغيرهم.
(٤) متفق عليه: البخاري (١ / ٧٩ فتح) ومسلم (١٥٠) والبخاري عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى رهطا - وسعد جالس - فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا هو أعجبهم إلي فقلت: يا رسول الله ما لك عن فلان؟ فوالله إني لأراه مؤمنا فقال: " أو مسلما " فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي فقلت: ما لك عن فلان؟ فوالله إني لأراه مؤمنا فقال: " أو مسلما " ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: " يا سعد إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكبه الله في النار ".
(٥) هو: محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب، الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه مات (سنة ١٢٥ هـ) تقريب.

<<  <   >  >>