للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

نقض

أصول العقلانيين

ما هو العقل؟ أين مكانه؟ ما موقف الإسلام منه؟ كيف نرد على من يعظمه على حساب النصوص الشرعية؟

إعداد

سليمان بن صالح الخراشي

دار علوم السنة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد: فهذه عدة مباحث حول موضوع ((العقل)) و ((العقلانية)) أحببت أن أشارك بها في الحديث عن هذا الموضوع المتجدد الذي يخطف الشباب المسلم ببريقه، لا سيما في هذا الزمن الذي تعاظم فيه دور هذا العقل المخلوق، وتنوعت إنجازاته، فأصبح الحديث عنه وعن نظرة الإسلام له من المهمات للباحث المسلم.

فسبب كتابة هذه المباحث هو أنني رأيت الفتنة بهذا العقل (المخلوق) قد طغت عند طائفة من الشباب الذين كانوا يسلكون درب الهدى والاعتدال، ثم انحرفوا مع هذه الفتنة الطارئة على بلادنا، معتقدين في عقولهم الاعتقادات الخاطئة ومضخمين لدورها في سَوْقهم نحو الجادة والطريق القويم على حساب النصوص الشرعية.

ومما حفزني كثيراً للكتابة -أيضاً-: النظرة القاصرة التي ينظر بها أولئك الشباب -اتباعاً لرؤس العقلانيين- إلى متبعي النصوص الشرعية، معتقدين أنهم يبخسون العقل حقّه، فلا يستخدمونه في أيٍ من نواحي الحياة أو الشريعة، وفي هذا تشويه لأصحاب المنهج السلفي الذي كانوا وسطاً في نظرتهم إلى العقل، فلم يُلغوا دوره كما فعل غيرهم من الجامدين، ولم يغلوا فيه ويقحموه في مجالات مغيّبة لم يكن أهلاً لها. إنما استخدموه فيما أذن به الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، ثم ألجموه بلجام النصوص الشرعية لكي لا يطغى عليها.

وليُعلم أنني في هذا المبحث عالةً على من هم أعلم مني وأجلد على البحث والنظر من أهل السنة، فكنت معتمداً -بعد الله- على المصادر والمراجع التي سبقتني في الحديث عن هذا الموضوع، لا سيما كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ((درء تعارض العقل والنقل)) الذي حاولت تلخيصه في مبحث: الرد على العقلانيين.

... وأسال الله أن ينفع بهذه الرسالة من قرأها، وأن يجعلها سلاحاً بيد أهل السنة في صولاتهم المتكررة مع العقلانيين وأذنابهم في هذا الزمان.

... وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

كتبه / سليمان بن صالح الخراشي

في الرياض عام ١٤٢١هـ

ج: ص:  >  >>