للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عن تعرية الجسم البشري إن اليهود متهمون بقبح أجسامهم وعدم استقامتها؟ فأرادوا أن يثبتوا للبشرية أن القبح كامن في الجسم البشري ذاته لا في أجسام اليهود وحدهم! فعملوا على تعرية الجسم البشري ليستيقن البشر من هذه الحقيقة! (أرأيت إلى مدى السخف والتهافت..؟!) .

أما نشر العقلانية المضادة للإلهام الديني (كما ورد في الترجمة الإنجليزية) فقد كشف فيه الغطاء دون مواربة! قال: إنه طالما كان البشر يؤمنون بالدين، فسيظل يقع على اليهود تمييز مجحف على اعتبار أنهم يهود، أما إذا زال الدين من الأرض، وتعامل البشر بعقولهم، فعقل اليهودي كعقل غير اليهودي، ويومئذ لن يتميز اليهود بكونهم يهوداً، ولن يقع عليهم التمييز المجحف، وسيعيشون في سلام مع غير اليهود)) (أي بعد أن يغطوا حقيقتهم ويندسوا في وسط البشرية مبهمين بين الجموع!!) .

ومهما يكن في هذا الكلام من المغالطات المكشوفة التي قصد بها التغطية على الأهداف الحقيقية لليهود من وراء هذه الأفعال (وهي نشر الفساد في صفوف الأميين لإفساد عقائدهم وأخلاقهم بالإضافة إلى سلب أموالهم، لتيسير استعبادهم للشعب الشرير) . فإن ثبوت التهمة بشهادة شاهد من أهلها أمر غني عن التعليق (١) .) (٢)

انتهى كلام الأستاذ محمد قطب حفظه الله، وهو كلام - بطوله - نفيس بيّن لنا فيه مراحل تطور العقلانية عند الغربيين إلى أن وصل بهم الحال إلى إقامته -أي العقل- مقام الإله فهو المرجع وإليه المآب.


(١) مما يلفت النظر في هذا الكتاب أيضاً قول سارتر إن تقسيم فلسطين إلى دولة عربية يهودية لن يحل المشكلة اليهودية. إنما الحل هو نشر الشيوعية العالمية. وهو أيضاً قول لا يحتاج إلى تعليق.
(٢) مذاهب معاصرة (٥٠٠-٥٣١) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>