للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورمى هامة اللعين أبي جه ... ل بقوس فشجه إيضاحا

وعدي بن حاتم اسمح الخل ... ق إلى الصيد لم يزل مرتاحا

إنما الصيد همة ونشاطٌ ... يُعقب الجسمَ صحة وصلاحا

ورجاء ينال فيه سروراً ... حين يلقى إصابة ونجاحا

ومن خلفاء بني العباس كان أبو العباس السفاح شديد اللهج بالصيد، ناشئاً ومكتهلا، ومن أخباره أنه خرج يوماً متنزهاً نحو الخورنق في يوم من أيام الربيع، ومعه دهم من أهل بيته، وجماعة من خاصته ومواليه فبسط هناك ودعا بغدائه وحضر مائدته عمومته وأبو جعفر المنصور. فبينما هم كذلك يتضاحكون ويأكلون، إذ طلع عليهم أعرابي فوقف بازائهم فسلَّم عليهم بإشارة، فأشار إليه أبو العباس فاستدناه فدنا وقرب منه، فقال له: ادن فأصب من طعامنا فجثا على ركبتيه بعد أن سلم فأكل أكل جائع منهوم مقرور، فلما انتهى اقبل على أبي العباس فقال: بأبي أنت وأمي يا حسن الوجه، انتسب إليّ أعرفك، فتبسم، ثم قال: رجل من اليمن من عبد المدان، قال: أنت والله شريف، ولكني أشرف منك، قال أبو العباس: فانتسب إليه أعرفك، قال: بيت قيس من بني عامر. قال أبو العباس: شريف إلا أنني اشرف منك، قال: كلاّ ما بنو الحرث أشرف من بني عامر إلا أن تكون عارضتني في نسبك، قال: ما عارضتك وأنهم لأحد طرفيّ، قال: فممَّنْ أنت؟ قال: من بني هاشم، قال: رهط رسول الله صلى الله عليه، قال: نعم قال: شريفٌ والله الذي لا إله إلا هو، فما قرابة ما بينك وبين هذا الملك، يعني أبا العباس،

<<  <   >  >>