للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذو القعدة، أوله الأربعاء، ثالث عشره، يوم الاثنين، سافر بيري زاده قاضي الشام مع ركب الحلبيين، ورجعت المزيربتية.

ذو الحجة، أوله الخميس، دخل قاضي الشام محمد أفندي صلوحي في نصف الليل، ووصلت مكاتيب العلا.

[صالح جلبي]

وفيه يوم السبت، توفي صالح جلبي بن محاسن، وكان يتولى نيابات بدمشق كالميدان والصالحية والعونية، ثم ترك ذلك، ودفن قرب بلال، عفي عنه آمين.

[سنة ١١٣٨]

[محرم الحرام سنة ثمان وثلاثين وماية وألف]

٨ - ٩ - ١٧٢٥م

[الحكومة]

وسلطان الممالك الرومية، وبعض العربية والأعجمية السلطان أحمد بن المرحوم السلطان محمد خان بن عثمان الرومي، والباشا بدمشق إسماعيل باشا، ابن العظم النعماني، وقاضي الشام، محمد الصلاحي الرومي، والمفتي حامد أفندي ابن العمادي، والعلماء والمدرسون على حالهم.

[نزهة أدبية]

يوم السبت، أول محرم المذكور، دعانا الأخ الأعز الأمجد، الناسك الأوحد، صادق آغا، من أعيان المتقاعدين بدمشق، إلى الوادي قرب الربوة تركة بني كيوان أيام العنب والتين، وعمل ضيافةً حافلةً، ودعا شيخنا العلامة أبو الفضل زين الدين عبد الرحمن السلمي، الفقيه النحوي الحنفي، مدرس الجهاركسية بالصالحية، والطرخانية، قرب سيدي عصرون، وجماعة من الأفاضل، وصارت مذاكرة ومواعظ ومطالعة بقراءة بعض الأفاضل، منهم الفقيه الشيخ أحمد النابلسي الحنبلي، وأنشدنا من كتابه قصيدة مديح للشاعر ابن قرط.

ولما صار الأصيل، وبدت بالغروب أوائل الليل ألاليل، تشكرنا من داعينا بما أدى من الجميل، وتأهب لينزهنا بالبستان الذي كل مدح في وصفه قليل، واستكثرنا خيره، وشكرنا بره.

وكان سبق انحراف مجاز، خلص منه وجعل فيما وعد به حال المرض الإنجاز.

[حفلة ختان]

وفي يوم عاشورا، يوم الثلاثاء، كان ختان ولدي المرحوم محمد آغا، ابن عمر آغا، فدعانا عمر آغا المذكور للحضور، ودعا أكابر وأعيان، ولم يأخذ من أحد شيئاً، كان الله له، آمين.

[هزيمة العجم]

وفي الأربعاء حادي عشر الشهر، ضربت المدافع بالقلعة بشارةً أن النصرة لبني عثمان، صارت على الأعاجم اللئام، وأخذوا منهم همدان وسبوهم وذراريهم، قاتلهم الله.

[محمد جلبي القاري]

وفي آخره توفي إلى رحمة الله، محمد جلبي القاري مدرس البلخية، وذلك يوم الثلاثاء آخر محرم الحرام، وقيل أول صفر، فصفر أوله الثلاثاء.

خامسه، دخل الحج الشريف، وهو يوم السبت، والأحد المحمل.

وفيه قتل بالبارود بعض كواخي الباشاوات. فإنه لما نزل الباشا قبة الحاج، عمل الطبجي شنكاً، فرحاً بالسلامة، فانفتق المدفع فأصابته ردفة من قطع المدفع فوقعت عليه، ودخل وهو بالتخت، ومعه بصلة يشمها، ومات عصر ذلك اليوم ودفن بتربة الدحداح.

[عودة الشريف يحيى]

وفيه ورد سلطان مكة الشريف يحيى، وأُعطي إذناً أن ينزل في أي بلد أراد، ونزل دار بني السفرجلاني.

ودخل في صحبة الباشا العلامة ابن الكوراني من مدرسي الحرم، وابن أخت الشيخ طاهر ابن الكوراني، واختفى ابن الكوراني، من علماء المدينة وابن السيد البرزنجي، لأنهم مأمورون بالذهاب إلى الروم، والله يصلح الأحوال.

[مشكلات الحجاج]

وأخبر بعض الحجاج أنه صار في شوب، وعطش وهلك خلق كثير، ولم يحصل من العرب ضرر، إلا بين الحرمين من بني مضيان، وأخذوا من الباشا سبع أكياس، ودخل الباشا وقت الظهر، وعلى يساره قاضي الشام والعلماء، وذلك يوم الثلاثاء من صفر، في خامس الشهر، فصفر أوله الثلاثاء.

[الشاب أحمد بن صالح]

وفي السابع والعشرين منه، يوم الأحد، توفي الشاب أحمد بن صالح. أخذ الطريقة، ومال للصوفية، وهو شاب قريب العهد بخروج لحيته، وله صوت طيب، ويحفظ من كلام القوم كثيراً، حسن العشرة، لطيف المزاج، وله محبة للصالحين واعتقاد متين، وذلك ليلة الأحد آخر الليل. وصلي عليه بالسنانية، ودفن غربي بلال.

ورثاه صاحبنا الأمجد السيد إبراهيم بن الشيخ عبد الرحمن بن الحكيم الصالحي بقوله ممتدحاً:

يا حسرةً مالها من حدّ ... كيف والعيش مكمد

قد راح من كان خلاًّ ... وطال مالي أنجد

وأصبحت فرداً لفقدي ... من كان في الناس مفرد

وناح طير العوالي ... على الغضون وغرّد

<<  <   >  >>