للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجئت بها على الأختصار دولةً بعد دولةٍ كما نسق وعلى أن لا أغادر منها ذرية، أقسمت بالليل وما وسق، وزدت في تأكيد القسم بالقمر إذا التسق، وبما تركت إلا كل ملك عن دار الإمارة وجمع ما وطنها تفرد، حق بالنقص من أمراء المدينة البيضاء ثغراً وتحرد، إذ في الأبواب هي غير الحضرة السلطانية تخصص؛ وبمقصان الوحدة في غير الملك تقصص. عارضت به هذا الفن رجز الملزوري ورجز ذي الوزارتين ابن الخطيب السالك بهذه المشاعر، لكنها لم يتعرضا للنظم الذي بصناعة البديع تلزم ولا منهما من إلى الحوض بحره تحزم وأنا الذي خضت في بحره وجعلت في قلائد الإجادة منه في نحره وجئت باللزم العجيب المتولد إبداعه عن النجيب، إذ أنا فارس ميدانه ومن طرحاء أخوانه لكن الزمان على تعبي عول وبالمحن هلهل وتقول، لما إلى بها هرول؛ فأوقع الأفكار؛ ورام الإطالة في جوره أوكاد ولم يحفظ لي المئات الخزرجي، والوقوف إلى صهوة الصاهل الأعوجي، والنفس الكمية والذات العلمية، والملك القائم بالجهاد لتوثير المهاد، ومدحي في أمير المسلمين أبي العباس ليث الكفاح بموقف الناس، وتحصني بمنيع حضرته وآستنارة ليل شدائدي بأنوار ناعم نضرته؛ ولما أضربي الزمن النكد ولم يستعمل الركض أفراسه الركد، وقلبي به هو المذعور سالك من خوف غمة ما مدت منه الحزون والوعور، وأحزانه علي تطول، والكروب تسأم منها النصول والأمس قطع عنه الموصول السلامة منه لا يتأتى عليها ما تهيم به الحصول.

[الأبيات]

والأبيات التي قلت في احترامه، التي بلغت قلبي من دمه إلى أقصى مرامه، هذا مطلع زهرها ومشرع زهرها:

أمّا الزمان فهل أودى بذي الهمم ... وراع ذَا المَجْدِ مِنْ خلفٍ ومن أَممَ

ومن يكن آخذاً الأَمان فَمَا ... يقالُ منه سوى المغرور في الأُمم

أَدارَ كؤوسَ الذّل متْرَعةً ... على الذي ينثني فيه لكل كمِ

أخنى علىّ بوقع الجور حين غَدَا ... وجدان ما كان في كفّ إلى العَدَمِ

تقادتني اللّيَالي وهي مدبرة ... كأَنّني صارمٌ في كفّ منهزمِ

لمْ يَرْعَ لي الزَمن ألنكدُ الملوم وما ... أَتاح لي من مهموم بارى النّسَمِ

وما تودد لي في الفخر من حكمٍ ... مُحكمات منثور ومنتظمِ

وأنني مِنْ ملوكٍ صَحّ محتدهم ... سعد نصير النّبَي الطّاهَر الشّيَمِ

ومدحتي لأمير المسلمين أبي العباس ... مَنْ في الوَغَى كالليثِ في الأُمَمِ

نَزّهْتُ نفسي أَنْ أبدي الخضوع ... لغيرهِ للذي قد حاز من كرمِ

إليك يا أحمدَ الأملاكِ جاءَ فَتَى ... قَدْ صَارَ يجمعِ فخر السيف والقَلَمِ

يشكو الزمان الذي جاءت إساءَته ... لذي العلا بآنتياب الحادث العَممِ

آباؤة بسواد النقع كم فتكوا ... بَطْشاً وكم شّببوا بالبيض من لَممَ

أرماحهم قد غدا يشكوا الطّعَين لها ... شكوى الحريحَ إلى العقبانِ والرّحَمِ

سلّ الزّمَانُ عليه سَيْفَ سطوتهِ ... ولم يدع إذْ سَطَا مُرقَى لمستنمِ

جُدْ بالمواهب كيما تربح بها ... وما جاء عنّهُ مَنَ الأنكاد والألمِ

<<  <   >  >>