للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أشهب بن عبد العزيز، وأسد بن موسى، والمزنى صاحب الشافعي، ثم قال: وكل واحد قد برع في مذهبه، ونجم على أهل عصره، ولكل واحد منهم من الكتب المصنفة ما يعجز عن نظيرها سائر أهل الدنيا.

أما سعيد بن عفير، ويحيى بن عثمان؛ وابن قديد، وأبو عمر الكندى فقد جعلهم ابن الكندى من أعلام المؤرخين البارزين في القرن الثالث الهجرى حيث أشاد بكل واحد منهم ووصفه بأنه قد فاق أهل عصره وبرز عليهم في المعرفة بالأخبار وأيام الناس، والاقتنان في سائر العلوم.

وممن نبغ من المؤرخين المصريين في العصر الإخشيدى ابن يونس والكندى؛ ويضعهما ابن الكندى في قمة مؤرخى مصر الإسلامية وقتئذ.

كذلك يذكر ابن الكندى مما أشاد به من فضائل مصر من كان بها من الزهاد من أمثال حيوة بن شريح، وسليم بن عِتْر، وغيرهما.

كما أوضح اعتزازه واعتزاز مواطنيه ببلدهم مصر في التنويه بشأنها بذكر من وفد إليها من العلماء والخلفاء والشعراء.

وكان مركز الحركة العلمية الدينية في مصر وقلبها الناهض في ذلك العهد، جامع عمرو بن العاص، فكان ملتقى العلماء وإليه يفد الطلاب لتلقى العلم، كما كثر الوافدون إلى مصر من شتى الأمصار الإسلامية بغية الرواية عن علماء مصر.

وانتقل ابن الكندى من الإشادة بعلماء مصر إلى الإشاده بمصر وما تميزت به عن غيرها من الأمصار، فذكر ما قاله بعض الصحابة في شأنها من أنها خزانة الأرض كلهاء ثم أشار إلى ما تميزت به مصر من طيب هوائها ونقاء جوها وما يتمتع به أهلها من سلامة وأمن يكاد ينعدم في الأمصار الأخرى. كما أشاد بمصر حين نوه بما قاله أهل المعرفة بشأنها من أن أهل الدنيا مضطرون إلى مصر يسافرون إليها طلبا للرزق وغيره وأهلها ليسوا كذلك.

وبلغت رؤية ابن الكندى لفضائل مصر وروعتها وهو يتحدث عن النظام الإدارى في مصر، حيث كان بها ثمانون كورة (مركز) فقد أشاد بما في كل

<<  <  ج: ص:  >  >>