للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وابدأ عدوك بالتحية، ولتكن ... منه، زمانك، خائفاً تترقب

واحذره، إن لاقيته متبسماً ... فالليث يبدو نابه إذ يغضب

إن العدو وإن تقادم عهده ... فالحقد باق في الصدور مغيب

وإذا الصديق رأيته متملقاً ... فهو العدو، وحقه يتجنب

لا خير في ود امرئٍ متملق ... حلو اللسان، وقلبه يتلهب

يلقاك يحلف أنه بك واثقٌ ... وإذا توارى عنك فهو العقرب

يعطيك من طرف اللسان حلاوةً ... ويروغ منك كما يروغ الثعلب

وصل الكرام وإن جفوك بهفوةٍ ... فالصفح عنهم والتجاوز أصوب

واختر قرينك واصطفيه تفاخراً ... إن القرين إلى المُقارنِ ينسب

إن الغني من الرجال مكرمٌ ... وتراه يرجى ما لديه ويرهب

ويبشُّ بالترحيب عند قدومه ... ويقام عند سلامه ويقربُ

والفقر شين للرجال، فإنه ... حقاً يهون به الشريف الأنسب

واخفض جناحك للأقارب كلهم ... بتذلل، واسمح لهم إن أذنبوا

وذر الكذوب فلا يكن لك صاحباً ... إن الكذوب يشين حراً يصحب

وزن الكلام إذا نطقت ولا تكن ... ثرثارة في كل نادٍ تخطب

واحفظ لسانك واحترز من لفظه ... فالمرء يسلم باللسان ويعطب

والسر فاكتمه ولا تنطق به ... إن الزجاجة كسرها لا يشعب

وكذاك سر المرء إن لم يطوه ... نشرته ألسنة تزيد وتكذب

لا تحرصن، فالحرص ليس بزائدٍ ... في الرزق بل يشقي الحريص ويتعب

ويظل ملهوفاً يروم تحيلاً ... والرزق ليس بحيلة يستجلب

كم عاجز في الناس يأتي رزقه ... رغداً ويحرم كيسٌ، ويخيب

وارع الأمانة، والخيانة، فاجتنب ... واعدل ولا تظلم يطب لك مكسب

وإذا أصابك نكبةٌ فاصبر لها ... من ذا رأيت مسلماً لا ينكب

وإذا رميت من الزمان بريبةٍ ... أو نالك الأمر الأشق الأصعب

فاضرع لربك، إنه أدنى لمن ... يدعوه من حبل الوريد وأقرب

كن ما استطعت عن الأنام بمعزلٍ ... إن الكثير من الورى لا يصحب

واحذر مصاحبة اللئيم، فإنه ... يعدي كما يعدي السليم الأجرب

<<  <   >  >>