للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال سليمان: فما صياحك في الدور إذا مررت عليها؟ قالت: أقول ويلٌ لبني آدم كيف ينامون وأمامهم الشدائد؟ قال سليمان عليه السلام: فما لك لا تخرجين بالنهار؟ قالت: من ظلم بني آدم لأنفسهم.

قال: فأخبريني ما تقولين في صياحك؟ قالت: أقول تزودوا يا غافلون وتهيئوا لسفركم، سبحان خالق النور.

فقال سليمان: ليس في الطيور طير أنصح لابن أدم ولا أشفق عليه من الهامة، وما في قلوب الجهال أبغض منها، والهامة بتخفيف الميم، على المشهور طير الماء، انتهى.

[فائدة]

اليحمور: حمار الوحِش، وفي كتاب العرائس لأبي الفرج الجوزي: أن بعض طلبة العلم خرج من بلاده فرافقه شخص في الطريق فلما كان قريباً من المدينة التي قصدها قال له ذلك الشخص: قد صار لي عليك حق وذمة، وأنا رجل من الجان ولي إليك حاجة.

قال: وما هي؟ قال: إذا أتيت مكان كذا وكذا فإنك تجد فيه دجاجات بينهن ديك أبيض فاسأل عن صاحبه واشتره منه، واذبحه، فهذه حاجتي إليك.

قال: فقلت له: يا أخي وأنا أيضاً أسألك حاجة؟ قال: وما هي؟ قلت: فإذا كان للإنسان مارد لا تعمل فيه العزائم وألح بالآدمي منا ما دواؤه.

قال: يؤخذ له وتر قدر شبر من جلد اليحمور ويشد به إبهام المصاب من يده شداً وثيقاً، ثم يؤخذ له من دهن السذاب البري ويقطر في أنفه الأيمن أربعاً وفي الأيسر ثلاثاً فإن الماسك به يموت ولا يعود إلى أحد بعده.

قال: فلما دخلت المدينة أتيت إلى ذلك المكان فوجدت الديك لعجوز، فسألتها بيعه، فأبت، فاشتريته منها بأضعاف ثمنه، فلما اشتريته وملكته تمثل لي من بعيد وقال بالإشارة: اذبحه، فذبحته فخرج علي عند ذلك رجالٌ ونساء، فجعلوا يضربونني ويقولون: يا ساحر. فقلت: لست بساحر. فقالوا: إنك منذ ذبحت الديك أصيبت شابة عندنا بجني. وإنه منذ مسكها لم يفارقها.

<<  <   >  >>