للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا كله حق مأخوذ من النصوص فالله سبحانه هو المحمود. المحمود من الحمد، والحمد ذكر أوصاف المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه، وهو أبلغ من المدح، المدح هو أن تثني على الشخص بصفاته ولا يلزم من ذلك أن تحبه. تثني على الشيء سواء كان إنسانا أو حيوانا أو غيره بأوصاف ولا يلزم من ذلك المحبة، كما تثني على الأسد تقول: إنه قوي مفتول العضلات، هذا ثناء ولا يقال إنه حب بخلاف الحب فإنه ذكر أوصاف المحبوب مع حبه وإجلاله وتعظيمه؛ ولهذا جاء في جناب الرب الحمد دون المدح: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) } (١) ولم يقل أمدح الله رب العالمين، الحمد هو ذكر أوصاف المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه، الله تعالى هو المحمود له الصفات الكاملة وله الحب والإجلال والتعظيم -سبحانه وتعالى-، وفيه إثبات قضاء الله وقدره إثبات أسمائه وصفاته، وأنه سبحانه وتعالى يعلم كل شيء، وأنه مستحق للعبادة، وأنه سبحانه لا يحيط به أحد من خلقه، ولا تمثله العقول، ولا تصوره القلوب -سبحانه وتعالى- فهو لا يماثله شيء من خلقه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١) } (٢) وقد أحاط بكل شيء علما، ووسع كل شيء رحمة وعلما كل هذا من صفاته -سبحانه وتعالى-.

[ما تضمنته خطبة الكتاب]

أولا البداءة بالبسملة

قال المؤلف -رحمه الله-:

ما تضمنته خطبة الكتاب: تضمنت خطبة المؤلف في هذا الكتاب ما يأتي:

أولا: البداءة بالبسملة، اقتداء بكتاب الله العظيم، واتباعا لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعنى بسم الله الرحمن الرحيم أي: أفعل الشيء مستعينا ومتبركا بكل اسم من أسماء الله تعالى الموصوف بالرحمة الواسعة، ومعنى الله المألوه أي: المعبود حبا وتعظيما وتألها وشوقا.


(١) - سورة الفاتحة آية: ٢.
(٢) - سورة الشورى آية: ١١.

<<  <   >  >>