للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (١٤) }

{وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ} بِرَمْيِ الشُّهُبِ {أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ} دُونَ الصَّالِحِينَ {كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا} أَيْ: جَمَاعَاتٍ مُتَفَرِّقِينَ وَأَصْنَافًا مُخْتَلِفَةً، وَالْقِدَّةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الشَّيْءِ، يُقَالُ: صَارَ الْقَوْمُ قِدَدًا إِذَا اخْتَلَفَتْ حَالَاتُهُمْ، وَأَصْلُهَا مِنَ الْقَدِّ وَهُوَ الْقَطْعُ. قَالَ مُجَاهِدٌ: يَعْنُونَ: مُسْلِمِينَ وَكَافِرِينَ.

وَقِيلَ: [ذَوُو] (١) أَهْوَاءٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَقَالَ الْحَسَنُ وَالسُّدِّيُّ: الْجِنُّ أَمْثَالُكُمْ فَمِنْهُمْ قَدَرِيَّةٌ وَمُرْجِئَةٌ وَرَافِضَةٌ.

وَقَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: شِيَعًا وَفِرَقًا لِكُلِّ فِرْقَةٍ هَوًى كَأَهْوَاءِ النَّاسِ.

وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: أَلْوَانًا شَتَّى، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَصْنَافًا. {وَأَنَّا ظَنَنَّا} عَلِمْنَا وَأَيْقَنَّا {أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ} أَيْ: لَنْ نَفُوتَهُ إِنْ أَرَادَ بِنَا أَمْرًا {وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا} إِنْ طَلَبَنَا. {وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى} [الْقُرْآنَ وَمَا أَتَى بِهِ مُحَمَّدٌ] (٢) {آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا} نُقْصَانًا مِنْ عَمَلِهِ وَثَوَابِهِ {وَلَا رَهَقًا} ظُلْمًا. وَقِيلَ: مَكْرُوهًا يَغْشَاهُ. {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ} وَهْمُ الَّذِينَ آمَنُوا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ} الْجَائِرُونَ الْعَادِلُونَ


(١) ساقط من "ب".
(٢) ما بين القوسين زيادة من "ب".

<<  <  ج: ص:  >  >>