للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نَاقص من الآخر - تَجِد الْأَمر مَحْفُوظًا بعناية شَدِيدَة إِلَى أَكثر مِمَّا يُمكن فِي مثله من الْحِفْظ حَتَّى يَأْتِي شَيْء طبيعي لَا سَبِيل إِلَى مقاومته. وَمثل ذَلِك سراج يحفظ بالفتيلة والدهن والمواد تجيئه من خَارج أَعنِي الدّهن الْكثير الَّذِي هُوَ سَبَب إطفائه وَالنَّار الْعَظِيمَة الَّتِي هِيَ كَذَلِك والرياح الْعَاصِفَة الَّتِي لَا طَاقَة لَهُ بهَا وَلَا سَبِيل إِلَى حفظه مَعهَا فَإِذا سلم من جَمِيع ذَلِك مُدَّة طَوِيلَة فَلَا بُد من الفناء الطبيعي. أَعنِي أَن الْحَرَارَة تستغرق - لَا محَالة - مَا يغتذى بِهِ على طول الزَّمَان فَيكون الفناء بِهِ وَمن أَجله. فَإِن هَذَا مثل صَحِيح مُطَابق للممثل بِهِ. وَإِذا تفقدت الْحَرَارَة الغريزية وحاجتها إِلَى مَا تحفظ قواها بِلَا زِيَادَة وَلَا نُقْصَان وإفنائها الرُّطُوبَة الْأَصْلِيَّة مَعَ الْموَاد الَّتِي تأتيها من خَارج وقوتها على الإحالة وضعفها - طلعت على مَا سَأَلت عَنهُ وَتبين لَك مَا ضربت بِهِ الْمثل

مَسْأَلَة مَا السَّبَب فِي طلب الْإِنْسَان فِيمَا يسمعهُ ويقوله ويفعله ويرتئيه ويروى فِيهِ الْأَمْثَال

وَمَا فَائِدَة الْمثل وَمَا غناؤه من مأتاه، وعَلى مَاذَا

<<  <   >  >>