للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وواسطة القلادة قولهُ:

وَإنَ امْرَءاً يُمْسِي وَيُصْبِحُ سَالِماً ... مِنَ النَّاسِ إِلاَّ مَا جَنَى لَسَعِيدُ

فأجازه ابنه عبد الرحمن يقول:

وإِنَ امْرءاً نَالَ الغِنَى ثُم لَمْ يَنَلْ ... صَدِيقاً وَلاَ ذا حَاجَةٍ لزَهِيدُ

ثم أجازهما أبو الحَسَن الحَسَني:

وإِن امْرءاً عَادىَ أناساً عَلَى الغِنَى ... وَلَمْ يَسْأَلِ اللَهَ الغِنَى لَحَسُودُ

ثم أجازهما سعيد بن عبد الرحمن يقول:

وإن امرءاً قد عاشَ سبعين حجةً ... ولم يُرضِ فيها ربَّه لطريدُ

النابغةُ الجَعْدي

وهو قيس بن عبد الله من المخضرمين المعَمَرين، وأميرُ شعره قصيدته التي يقول فيها للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم:

أَتيتُ رَسولُ اللَهِ إِذْ جَاءَ بالهدى ... وَيَتْلو كتاباً كَالمجرّةِ نَيِّرا

بلغْنا السماءَ مجدُنا وسَنَاؤنا ... وإنا لنَرجو فوقَ ذلك مظهرا

وَلا َخَيْرَ في حِلْمٍ إِذا لم تكن لَهُ ... بَوادِرُ تَحْمِي صفْوهُ أنْ تكدَّرا

فقال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلم: " إلى أين يا أبا ليلى ". فقال: إلى الجنة. فقال عليه السلام: " إن شاء الله ". ويروى أنه عليه السلام لما أنشده البيتين فقال: " لا فَضَّ اللَهُ فاك ". فعُمَّر وهو أحسن الناس ثَغراً على كبره، ولم يُفضّ له سِن.

ومن غرر شعره قوله في مرثية صديق له:

فَتًى كان فيه ما يَسرُّ صديقَهُ ... على أَنَّ فيهِ ما يسوءُ الأَعادِيا

<<  <   >  >>