للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المنجم: أجمع أهل العلم بالشعر على أن أجود بيت للمحدثين في المدح قول أبي نواس:

لقد نزلتَ أبا العباس منزلة ... ما إن يرى خلفها الأبصارُ مُطَّرَحا

وَكلتَ بالدهرِ عيناً غيرَ غافلةٍ ... بجودِ كفِّك تأسو كلما جُرِحا

ومن قلائده السائرة قوله فيه:

أنتَ على ما فيك من قدرة ... فلستَ مثلَ الفضلِ بالواجدِ

وليس للَه بمستَنكَرٍ ... أن يجمعَ العالمَ في واحدِ

وقوله:

إذا نحن أثنينا عليك بصالِحٍ ... فأنتَ كما نُثني وفوقَ الذي نُثْني

وإنْ جَرَتِ الألفاظُ يوماً بمدحةٍ ... لغيرِكَ إنساناً فأنت الذي نَعني

وسئل أبو نواس عن أجود شعره عنده قال قولي:

وذاتِ خذ مورَّدْ ... فُوهِيّهِ المتجرَّدْ

تأملُ العينُ منها ... محاسنُها ليس تَنفَدْ

فبعضُها يتناهى ... وبعضُها يتولَّدْ

والحسنُ من كل شيءٍ ... منها مُعادٌ مُردَّدْ

وكلما عُدْتَ فيها ... تكون في العَودِ أحْمَدْ

ومن أمثاله قوله:

لا أذودُ الطيرَ عن شَجَرٍ ... قد بلوتُ المرّ من ثمرِهْ

<<  <   >  >>