للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جملةً، وأخلَّ بسواء السبيلِ دُفعة، لزمه عارٌ لا يحمي رسمه، ولزمهُ شنانٌ لا يزول وَسْمُه، فلان لسهام العائبين مُسْتَهدَفٌ، ولعصا الفاسقين متلقَّفٌ، فلان يخبىء العصا في الدّهليز الأقصى، قد تقلّدَ عاراً لا يغسلُه الاعتذارُ، ولا يمحوه الليل والنهارُ، قد أصبح نقل كل لسانٍ وضحكة كل إنسانِ، وحملت أمهاته سفاتج إلى البلدان، صار بذلة الألسن، ومثلة الأعين، عرض عِرضه لسهام العائبين، وألسنة القاذفين، عِرضه منديل الأيدي، وعِلك الألسنة.

التِّيهُ والكِبْرُ

قد أسكرته خَمْرَةُ الكِبْرِ، واستهوته غُرّة التِّيهِ، يتكبَّرُ على مستصغرين، ويتعاظم على مستحقرين، كأنّ كسرى حاملُ غاشيته، وقارونَ وكيلُ نفقته، وبلقيسَ إحدى داياته، وكأنّ يوسفَ عليه السلام لا ينظر إلاّ بمقلَتِه، ولقمان لم ينطق إلا بحكمته، كأنّ الشمس تطلعُ من جبينه، والغَمام يندى من يمينه، كأنّهُ امتطى السِّماكين، وانتعل الفرقدين، ومَلَك الخافقين، واستعبَد الثَّقَلين، وتناول النيِّرين بيدين.

الحَسَدُ

فلانٌ جَسدٌ كُلُهُ حَسَدٌ، وعِقْدٌ كله حِقد، الحاسِدُ يعمى عن محاسن الصبح، بعينٍ تدرك دقائق القُبح، الحَسود لا يَسود، الحَسَد آفة الجسد، فلانٌ معجون من طينة الحَسدِ والمنافسة، مضروبٌ في قالبِ الضيق والمناقشة.

دناءَةُ النَّفْسِ مع شَرَف الأبوّة

فلانٌ من الطاووس رجلُهُ، ومن الورد شوكُه، ومن الماء زَبَدُهُ، ومن الأسد نكهتهُ، ومن السَّحابِ ظُلمته، ومن النار دُخانها، ومن الخَمر خمارُها، ومن الدارِ مُستراحُها.

<<  <   >  >>