للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غناءُ الطير

الأرضُ زُمُرُّدة، والأشجارُ وشْي، والماءُ سيوف، والطير قِيان، قد غرّدَتْ خطباء الأطيار، على منابر الأنوارِ والأزهار، إذا صدح الحمام، صدع قلبُ المُستَهام، انظر إلى طرب الأشجار، لغناء الأطيار بالأسحار، ليس للبلابل، كخمر بابل، على غناء البلابل.

وَصْفُ أيامِ الربيعِ

يَوْمٌ سماؤه فاختيةٌ، وأرضه طاووسيةٌ، يومٌ جلابيبُ غيومِه صفاقٌ، وأرديةُ نسيمِه رقاق، يَوْمٌ مُعَصْفرُ السماء، ممسَّكُ الهواءِ، مُعَنْبَرُ الرياضِ، مصندَل الماء، يومٌ سماؤه كالخزِّ الأدكن، وأرضُه كالدّيباجٍ الأخضر، يومٌ تبسمَ عنه الربيع، وتبرج فيه الروض المريع، كأنَ سماءه مَأْتمٌ وأرضه عرس.

مُقدِّمة المَطَرِ

لَبست السماءُ جلبابَها، سَحبَ السحابُ أذيالَهُ، احتججتِ الشمس في سُرادقِ الغيم، ولبس الجوُ مطَرفه الأدكن، ناجتِ الريحُ بأسرارِ الندى، ضربت خيمة الغمام، ورشّ خَيش النسيمِ بالنَدى، ابتل قميصُ النّسيم.

وَصْفُ الرَّعْد والبرق

قام خطيبُ الرعدِ، ونبضَ عِرق البَرْق، سحابةٌ رعدُها يصم الأذن، وبَرْقُها يخطُف العَيْن، الرعد ذو صَخَبٍ، والبَرْق ذو لهبٍ، ابتسم البَرق عن قهقهة الرعد، زأرَتْ أُسود الرَّعد، ولمَعَتْ سُيوفُ البرق، كأنَ البرقَ قلبٌ مَشوق، بين التهابٍ وخُفُوقٍ.

ذِكْرُ السَّحاب والمَطرِ

انحلّ عَقْدُ السماءِ، وَوَهَى عِقْدُ الأنواءِ، انحل سلكُ القَطْرِ، عن درَّ البَحْرِ

<<  <   >  >>