للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإنك لَمْ يَفْخَرْ عَليكَ كعاجِزِ ... ضَعيفٍ ولم يَغْلِبْكَ مثلُ مُغَلَّبِ

وقوله:

وجرحُ اللسانِ كجُرحِ اليدِ

وقوله:

إنّ الشفاء على الأَشْقيْنِ مصبوبُ

ومن قلائده الفاخرة قوله في وصف الفرس، ولم يسبق إليه ولم يلحق فيه:

مِكَرٌ مِفرٌّز مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معاً ... كجُلمودِ صَخْرٍ حَطَهُ الَسيلُ من عَلِ

لَهْ أيْطَلا ظَبْيٍ وَسَاقا نَعَامَةٍ ... وَإِرْخاءُ سِرْحانٍ وتَقْرِيبُ تَتْفُلِ

وقوله في طول الليل واستعارة أوصافه من الجمل الناهض بالحمل الثقيل:

وَلَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُولَهُ ... عليّ بأنواع الهُمومِ ليبتَلي

فقلت له لما تمطَّى بصُلبه ... وأردَفَ أعجازاً وناءَ بكَلكَل

ألا أيّها اللّيلُ الطويلُ ألا انْجَلِي ... بِصُبْح وما الإصْباحُ مِنْكَ بِأَمْثَلِ

أفاطِمَ مَهْلاً بَعْضَ هذا التَّدَلُل ... وإن كنًتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فأجمل

وَإِنْ كنت قد ساءتَكِ مني خَلِيقَة ... فَسُلّي ثيابي من ثِيابكِ تَنْسُلِ

وَمَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إِلا َلِتَضْرِبي ... بِسَهمَيْكِ في أَعْشَارِ فَلْبٍ مُقَتَّلِ

لو قاله محدث في الزمان الرقيق لاستظرف ذلك منه، فكيف في مثل ذلك الزمان! وهو أول من شبه شيئين بشيئين في بيت واحد، حيث قال في وصف العُقاب:

كَأن قُلوبَ الطيرِ رَطْباً ويَابِساً ... لدى وَكْرِها العُنَابُ وَالخَشَفُ البالِي

<<  <   >  >>