للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَينَ كِسرى كِسْرَى أنوشر ... وان أم أينَ قبلهُ سابورُ

وأَخو الحَضْرِ إِذْ بَناهُ وَإذْ دِ ... جْلَةُ تُجْبَى إِليه وَالخابُورُ

شَادَهُ مَرْمَراً وَجَلَّلَهُ كِلْ ... ساً فَلِلطَّير في ذُرَاهُ وُكُورُ

وَبَنُوا الأصفَرِ الكرامُ مُلوكُ الرُّ ... ومِ لَمْ يَبْقَ منهُم مذكورُ

وَتَفَكَّرَ رَبُّ الخَوَرْنَقِ إذ أَش ... رَفَ يوماً وللهَوى تفكيرُ

سَرَّهُ مُلكُهُ وكَثْرَةُ ما يحويه ... والبحرُ مُعْرِضاً وَالسَّدِيرُ

فَارْعَوَى قَلْبُهُ فقال: وما غِب ... طَةُ حيّ إلى المماتِ يصير

ثُمَّ أَضْحَوْا كَأَنهُمْ وَرقٌ جَفَّ ... فَأَلْوَتْ بهِ الصبا والدَّبُورُ

ثُمَّ بعد الفَلاحِ والمُلْكِ والأمَّة ... وارتْهُمُ هناك القُبُورُ

يقول: لو تمنيت أن أقول شعراً ما تمنيت إلاّ هذا.

ومن أمثاله السائرة:

كفى واعظاً للمرءِ أيامُ دهرِه ... تروحُ له بالواعظاتِ وتغتدي

عَنِ المَرْءِ لاَ تَسأَلْ وسَل عن قرينِهِ ... فَإنَ القَرينَ بالمقارِن يَقتَدِي

وظلمُ ذوي القربى أشَدُ مَضاضةً ... على الحُرِّ من وقعِ الحُسام المهنَّدِ

وقوله في حبس النُعمان بن المُنذِر:

أَبلِغ النُّعمانِ عَنِّي مأْلكاً ... أَنهُ قد طال حبسي وانْتِظاري

لو بغيرِ الماءِ حَلقِي شَرِقٌ ... كنتُ كالغَصَّانِ بالماءِ اعتِصاري

وقوله:

فَهَلْ مِنْ خَالدٍ إمَّا هلَكْنَا ... وهل بِالمَوْتِ يا للنَّاسِ عَارُ

<<  <   >  >>