للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي * فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ * يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي} .

{يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا} .

وفي الآية دليل على أن الحياة التي ينبغي السعي في أصلها وكمالها (١) ، وفي تتميم لذاتها، هي الحياة في دار القرار، فإنها دار الخلد والبقاء.

{فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ} لمن أهمل ذلك اليوم ونسي العمل له.

{وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ} فإنهم يقرنون بسلاسل من نار، ويسحبون على وجوههم في الحميم، ثم في النار يسجرون، فهذا جزاء المجرمين، وأما من اطمأن إلى الله وآمن به وصدق رسله، فيقال له: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} إلى ذكر الله، الساكنة [إلى] حبه، التي قرت عينها بالله.

{ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ} الذي رباك بنعمته، وأسدى عليك من إحسانه ما صرت به من أوليائه وأحبابه {رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} أي: راضية عن الله، وعن ما أكرمها به من الثواب، والله قد رضي عنها.

{فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي} وهذا تخاطب به الروح يوم القيامة، وتخاطب به حال الموت (٢) [والحمد لله رب العالمين] .

تفسير سورة لا أقسم

بهذا البلد مكية (٣)


(١) في ب: السعي في كمالها وتحصيلها وكمالها.
(٢) في ب: وقت السياق والموت.
(٣) في ب: سورة البلد.

<<  <   >  >>