للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما ذكرني وتحرَّكت بي شفتاه" (١). وقال - عزَّ وجلَّ -: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: ١٥٢].

ولما سمع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الذين يرفعون أصواتهم بالتَّكبير والتَّهليل وهُمْ معه في سفر، قال لهم: "إنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبًا، إنَّكم تدعون سميعًا قريبًا، وهو معكم". وفي رواية: "وهو أقرب إليكم مِنْ أعناقِ رواحلِكم" (٢).

ومن ذلك: محبةُ أولياء الله وأحبائه فيه، ومعاداة أعدائه فيه، وفي "سنن أبي داود" عن عمر - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ من عباد الله لأُناسًا ما هُم بأنبياء ولا شُهداءَ، يغبطُهم الأنبياءُ والشُّهداءُ بمكانهم من الله - عز وجل - قالوا: يا رسول الله: مَنْ هم؟ قال: "هُمْ قومٌ تحابُّوا بروحِ، الله على غيرِ أرحامٍ بينهم، ولا أموالٍ يتعاطَوْنَها، فوالله، إنَّ وجُوهَهم لنورٌ، وإنَّهم لعلى نور، لا يخافونَ إذا خافَ النَّاسُ، ولا يَحزَنُون إذا حزن النَّاس ثم تلا هذه الآية: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: ٦٢] (٣). ويُروى نحوه من حديث أبي مالك الأشعري عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وفي حديثه: "يَغبِطُهم النَّبيُّون بقربهم ومقعدهم منَ اللهِ - عز وجل -" (٤).


(١) رواه من حديث أبي هريرة أحمد ٢/ ٥٤٠، وابن ماجه (٣٧٩٢)، وصححه ابن حبان (٨١٥)، والحاكم ١/ ٤٩٦، ووافقه الذهبي.
(٢) رواه من حديث أبي موسى الأشعري البخاري (٢٩٩٢)، ومسلم (٢٧٠٤)، وأبو داود (١٥٢٦)، والترمذي (٣٣٧٤).
(٣) رواه أبو داود (٣٥٢٧) وأبو نعيم في "الحلية" ١/ ٥ من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن عمر. وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه منقطع. أبو زرعة لم يدرك عمر، وروايته عنه مرسلة.
ورواه ابن حبان (٥٧٣) من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، وإسناده صحيح، وله شواهد انظرها فيه.
(٤) رواه أحمد ٥/ ٣٤٣، وحسنه الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" ٤/ ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>