للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلباً وأشده بطشاً وأسرعه شداً! فإن أنت أعنتني خرجت اليه حتى أغتاله ومعي خنجر مثل خافية النسر، أذهب إليه وحدي، فإني هاد بالطريق خرّبت!

قال أبو سفيان: أنت صاحبنا.

فأعطاه بعيراً ونفقة وقال له: اطوِ أمرك.

وخرج الأعرابي يسير ليله ويكن نهاره حتى أتى المدينة، فسأل عن رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدلوه على المسجد، فلما أقبل على رسول الله قال: " إن هذا ليريد غدراً ".

فقام إليه أسيد بن الخضير فيجذبه جذبة أطاحت الخنجر من بين ثيابه، فصاح الرجل: دمي، دمي!

فقال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اصدقني من أنت ".

قال الأعرابي: وأنا آمن؟

قال عليه السلام: " نعم ".

فأخبره أنه صنيعة أبي سفيان بن حرب وأنه أرسله لقتله وأعطاه على ذلك مالاً.

فأبو سفيان بن حرب كان الزعيم الذي تطيعه قريش وتجتمع حوله القبائل، وله نشاط فعال في حرب الدعوة الاسلامية والتحريض عليها، وقد ولع في دماء المسلمين وتمادى في كل ذلك، فمن الحكمة أن يتخلص منه المسلمون لعل قريشاًً لا تجد من تجتمع عليه لحرب المسلمين بعده.

<<  <   >  >>