للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالا: من؟ عمرو بن أمية؟ أنحن نستأسر لك؟

فلم يمهلهما حتى يستعدا، فوضع سهمه في أحدهما فقتله فاستأسر الآخر فأوثقه ثم أتى المدينة بسحبه وراءه!

وهرع المسلمون إلى رسول الله يبشرونه بقدوم عمرو، ودخل عمرو عند رسول الله يجر معه أسيره، وحيا بتحية الإسلام وجلس، وجلس المسلمون حلقة حوله يستمعون إليه وهو يقص على رسول الله أخباره من يوم خروجه إلى حين عودته، وسُرّ عمرو لما يراه من تبسم رسول الله ومن أمارات الإعجاب التي تبدت على وجوه الحاضرين، ومما زاده سروراً أن النبي – عليه السلام – قال له خيراً ودعا له بخير.

* *

إنسانية فذة:

في السنة الخامسة من الهجرة ضاقت على أهل مكة الأرض بما رحبت فقد حرمهم الله المطر فأجدبت الأرض وانقطع الثمر وانعدمت في مكة الأرزاق أو كادت، ولم يرحم القحط غنياً أو فقيراً، وهل ينفع الغني ماله إذا لم يجد ما يشتريه به؟ ! وتضوّر الناس جوعاً وضجت قريش مما أصابها.

وترامى خبر ضائقة قريش إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهل أفرحته هذه الأخبار لأنها نزلت بأعدائه؟ أم ذكرته بما

<<  <   >  >>