للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابتاع رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فرساً من اعرابي، ولما ذهب ليعطيه ثمنه كان ناس قد ساوموه عليه فزادوا على سوم رسول الله – عليه السلام –، فلما جاء الرسول الأعرابي، قال الأعرابي: اذا كنت مبتاعاً هذا الفرس فابتعه وإلا بعته.

فقال النبي – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –: ألست ابتعته منك؟

قال الأعرابي: لا، والله ما بعتكه!

فقال – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –: بل قد ابتعتُه منك.

فاجتمع الناس على رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وعلى الأعرابي وهما يتراجعان، وطفق الأعرابي يقول: هلم شهيداً يشهد أني بعتك!

فقال المسلمون للأعرابي: ويحك، أن رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لم يكن ليقول الا حقا.

وبقي الناس في أخذ ورد مع البدوي حتى جاء خزيمة بن ثابت واستمع إلى تراجع رسول الله والأعرابي، والأعرابي يقول لرسول الله: هلم شهيداً أني بايعتك.

فقال خزيمة: أنا أشهد أنك بايعته يا رسول الله، صلى الله عليك.

فقال رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا خزيمة. بم تشهد ولم تكن معنا؟

قال خزيمة: يا رسول الله، انا أصدقك بخبر السماء ولا أصدقك بما تقول؟

وعندئذ جعل رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – شهادته بشهادة رجلين، ودُعي من يومئذ بذي الشهادتين.

<<  <   >  >>