للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا ينتطح فيها عنزان (١)

اطمأن عمير على رضا رسول الله لما فعل، وأحب أن يعرف صدى ونتائج قتل هذه المرأة الضالة، فالتفت إلى رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وقال: هل علي شيء من شأنها يا رسول الله؟

فقال رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لا ينتطح فيها عنزان.

كان عمير يظن أن عصماء هذه ذات منعة وقوة في بنيها وقومها، وانهم لا بد ثائرون بقاتلها، ولم يكن يتصور أن قلوبهم هواء، وأنهم سوف يجبنون هذا الجين الذي يخزي ويذل، ولكنه الاسلام الذي ينزل الرعب بأفئدة من عاداه وينزل السكينة على قلوب من والاه، وادرك عمير أن امر عصماء بنت مروان تافه، ولن يكون له عواقب، فقد كان تعبير رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عن ذلك من جوامع الكلم التي اختص بها – عليه السلام –. . . نعم لا ينتطح في أمر هذه المرأة المشركة عنزان!

البصير. . ناصر الرسول

تحلق المهاجرون والأنصار حول عمير بن عدي وكلهم يسأله: كيف قتلت عدوة الله؟ وعمير يشرح لهم كيف تمكن منها حتى خلص المسلمين من شرها.

والتفت رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إلى أصحابه وقال لهم: اذا أحببتم أن تنظروا الى رجل نصر الله ورسوله بالغيب فانظروا إلى عمير بن عدي.

وعندئذ شاع في الحاضرين جو من البهجة والسرور، فقد غدا أخوهم ناصر الله وناصر رسوله، وهذا شرف يتمنى كل منهم لو سمع رسول الله يصفه به، بل ان كثيرا من الصحابة تمنى لو تتاح له فرصة


(١) لا ينتطح فيها عنزان: أي أن شأن قتلها هين لا يكون فيه طلب ثأر ولا اختلاف.

<<  <   >  >>