للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان سالم بن عمير فقير المال غني القلب بالايمان، فكان مما يجلب الهم الى قبه كلما دعا الداعي لغزاة في سبيل الله خشيته أن لا يتمكن من تجهيز نفسه بالسلاح والركوبة، فقد كان المسلمون على عهد رسول الله يجهر الرجل نفسه بأدوات القتال، ولكنه في كل غزاة كان يتدبر أمره، فما من غزاة غزاها الرسول الا كان سالم من بين رجالها حتى كانت غزوة تبوك، فقد أمر رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المسلمين بالتجهز لغزو الروم، وقد كانت هذه الغزاة في عام جدب وحر، كما كانت المسافة بين المدينة وتخوم

الروم بعيدة تحتاج إلى إعداد وعدة في السلاح والزاد والركاب، واين لسالم بن عمير وفقراء المسلمين من مال يجهزون به انفسهم لهذه الغزاة؟ .

وكبر الأمر على سالم، كيف يغزو رسول الله غزاة لا يشارك فيها؟ وحاول أن يتدبر امره فلم يستطع، وشكا أمره الى بعض المسلمين من امثاله فوجدهم مثله في هم كبير، فاستقر رأيهم على أن يذهبوا لرسول الله يطلبون منه العون في ذلك. . .

سالم وصحبه البكاؤون

وجاؤوا رسول الله يبكون. . . يا رسول الله لا نجد مالاً نجهز به أنفسنا، فاحملنا يا رسول الله على ركوبة من عندك. . .

ولم يكن عند رسول الله ما يحملهم عليه، فردهم بما عرف عنه من لطف ولين وحنان، فانصرفوا من عنده باكين على ما سوف يفوتهم من فضل الجهاد في هذه الغزاة ...

وسمع المسلمون بقصة هؤلاء النفر الذين بكوا بين يدي الرسول طالبين منه أن يعينهم ليتمكنوا من المشاركة في الجهاد، واعتذار

<<  <   >  >>