للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأحاطوهم بجدار من الرعب، فلم يعد أحدهم يأمن على نفسه في سربه وبين ذويه.

وتنادت يهود لبحث ما جد من أمورها، فاجتمع القوم يبحثون في علاقاتهم مع المسلمين، هل تستمر على ما هي عليه من خصام وعداء، أم يجنحون إلى السلام ويفيئون إلى الوئام؟ !

قال قائلهم: يا معشر يهود، إن لنا عند محمد تارات يجب أن لا نتهاون فيها، إنها ترات قريظة والنضير، وكعب وسلام، كيف نسالم من سلبنا عزنا وشرفنا؟ كيف نهادن من استولى على أرضنا وأخرجنا من ديارنا؟ كيف نصافي من قتل أشرافنا وساداتنا؟ كيف نركن إلى السلام ونحن ذوو ألسنة لداد وقلوب شداد وسيوف حداد؟ أنختار

السلام ولنا من أموالنا ما يكفي لشراء السلاح وإغراء الأعراب؟ فلنبذل أموالنا رخيصة ولا نمد أيدينا لمحمد بسلام!

وأثارت هذه الكلمات جمهور الحاضرين، وعلت صيحاتهم بالانتقام، وتنادوا إلى امتشاق السلاح واعلان الحرب العوان.

ووقف اليُسير بن رزام، وهو سيد من ساداتهم يحظى عندهم بالإجلال والاحترام، فأشار إليهم بالاستماع، ثم قال:

<<  <   >  >>