للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جعلتهم يشترطون على رسول الله عندما أتوه مسلمين أن يحل لهم الفاحشة؟

وقد قذفهم حسان – رضي الله عنه – بنيران شعره عندما سمعهم يطلبون هذا المطلب الدنيء ووسمهم بميسم العار الذي تندى له الجباه، فقال فيهم:

سالت هذيل رسول الله فاحشة

ضلت هذيل بما سالت ولم تصب

سالوا رسولهم ما ليس معطيهم

حتى الممات، وكانوا سُبّه العرب

هذه هي قبائل هذيل التي أخذت تتجمع تحت قيادة خالد بن سفيان لغزو المدينة ونهبها، وقد انضم إليها حثالة القبائل وأوباشها، وأغلب الظن أن هذيلا ومن انضم إليها لم يكن يهمهم أن يقضوا على الإسلام ودعوة التوحيد، ولم يكن يزعجهم أن تزول الأصنام، كما لم يكن يسعدهم أن تبقى، إنما جمعهم الرغبة في السلب والنهب، وقد رأوا المسلمين يخوضون المعارك تلو المعارك، فظنوا أن الحرب قد أنهكتهم وأنهم أصبحوا لقمة سائغة يستطيعون التهامها متى شاؤوا، فتنادوا للغزو ونزلوا " نخلة " استعداداً لليوم الموعود!

<<  <   >  >>