للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حشدهم يوم الخندق، ظنوا أن لا قبل للمسلمين بهم، وأن دولة الإسلام قد دالت، وأن أمر المسلمين قد انتهى.

ولأن اليهود فقدوا ثقتهم بالله سبحانه، وما عادوا يؤمنون بقدرته على نصر القلة المؤمنة على الكثرة الباغية، رضوا أن ينضموا لمعسكر الأحزاب، وأعلنوا نقضهم للعهد الذي بينهم وبين محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووصلت بهم الصفاقة إلى أن يقولوا لسعد بن معاذ عندما ناشدهم العهد الذي بينهم وبين رسول الله: ومن رسول الله؟ لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد!

* *

الجزاء العادل:

وما إن انتهت غزوة الأحزاب حتى بادر المسلمون بالزحف على بني قريظة وحاصروهم، وكان محمد بن مسلمة – رضي الله عنه – على حرس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان الحصار محكماً لا يستطيع أحد الافلات منه، وعندما حاول عمرو بن سعدي القرظي أن يفلت من الحصار وقع في أسر الحرس النبوي، فجيء به إلى محمد بن مسلمة، وعندما عرفه قال: أعمرو بن سعدي؟ ثم نظر إلى أصحابه وقال: هذا رجل لم يوافق قومه على الغدر بنا، اللهم لا تحرمني إقالة عثرات الكرام، اطلقوا الرجل ودعوه ينجو بنفسه.

<<  <   >  >>