للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أسس تربية النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؛ وفيهَا ثَلَاث وقفات

الوقفة الأولى: فِي التربية على العقيدة وَالْعِبَادَة.

...

أَولا: أسس تربية النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

الوقفة الأولى: التربية على العقيدة وَالْعِبَادَة

لَا شكّ أَن العقيدة الراسخة هِيَ أساس التربية وَلذَلِك فقد مكث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَكَّة ثَلَاثَة عشر عَاما يَدْعُو إِلَى التَّوْحِيد ويربي أَصْحَابه على العقيدة ويغرسها فِي نُفُوسهم فَكَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طيلة هَذِه الْمدَّة يبْذل غَايَة جهده لتخليص النُّفُوس من شوائب الشّرك ويربي نفوس الْمُؤمنِينَ على صدق التَّوَجُّه لله إِرَادَة وقصداً وعبودية خَالِصَة، ونجد آيَات الْقُرْآن فِي هَذِه الفترة تركز على أُمُور العقيدة من الْإِيمَان بِاللَّه وَبَيَان صِفَاته وأسمائه وَالْإِيمَان برسله وَكتبه وَمَلَائِكَته والبعث والنشور وَغَيرهَا.

وَكَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أول مَا يَدْعُو النَّاس إِلَى كلمة التَّوْحِيد لاإله إِلَّا الله وَفِي صَحِيح مُسلم أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لِعَمِّهِ: ((يَا عَم قل لَا إِلَه إِلَّا الله كلمة أشهد لَك بهَا عِنْد الله)) (١) . وعندما جَاءَهُ وَفد عبد الْقَيْس قَالَ لَهُم آمركُم بِأَرْبَع آمركُم بِالْإِيمَان بِاللَّه ثمَّ فَسرهَا لَهُم فَقَالَ: ((شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله)) (٢) . ونجده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْدَمَا يبْعَث أحدا للدعوة إِلَى الله يَأْمُرهُ أَن يبْدَأ بِالتَّوْحِيدِ فِي دَعوته فعندما أرسل صلى الله عَلَيْهِ وَسلم معَاذًا إِلَى الْيمن قَالَ: ((فَلْيَكُن أول مَا تدعوهم إِلَيْهِ شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله)) وَفِي بعض الرِّوَايَات ((إِلَى أَن يوحدوا الله)) (٣)

قَالَ الشَّيْخ العلَاّمة سُلَيْمَان بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب رَحمَه الله: وَفِيه دَلِيل على أَن التَّوْحِيد الَّذِي هُوَ إخلاص الْعِبَادَة لله وَحده لَا شريك لَهُ


(١) مُخْتَصر صَحِيح مُسلم لِلْمُنْذِرِيِّ ص (٨) .
(٢) مُتَّفق عَلَيْهِ انْظُر اللُّؤْلُؤ والمرجان فِيمَا اتّفق عَلَيْهِ الشَّيْخَانِ (١ / ٤) .
(٣) مُتَّفق عَلَيْهِ انْظُر اللُّؤْلُؤ والمرجان (١/٥) .

<<  <   >  >>