للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القول في تأويل قوله تعالى: {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (١٢٦) }

يقول تعالى ذكره (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي) الذي أذكره به فتولى عنه ولم يقبله ولم يستجب له، ولم يتعظ به فينزجر عما هو عليه مقيم من خلافه أمر ربه (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) يقول: فإن له معيشة ضيقة، والضنك من المنازل والأماكن والمعايش: الشديد، يقال: هذا منزل ضنك: إذا كان ضيقا، وعيش ضنك: الذكر والأنثى والواحد والاثنان والجمع بلفظ واحد; ومنه قول عنترة:

وإنْ نزلُوا بضَنْك أنزل (١)

وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) يقول: الشقاء.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن


(١) هذا جزء من عجز بيت لعنترة بن عمرو بن شداد العبسي (مختار الشعر الجاهلي طبعة الحلبي، شرح مصطفى السقا، ص ٣٨٨) والبيت بتمامه هو: إنْ يُلْحَقُوا أكْرُرْ وإنْ يُسْتَلْحَمُوا ... أشْدُدْ وإنْ يُلْفَوا بضَنْكٍ أنْزِل
وفي (اللسان: ضنك) : الضنك: الضيق من كل شيء، الذكر والأنثى فيه سواء. ومعيشة ضنك: ضيقة. وفي التزيل: (فإن له معيشة ضنكا) أي غير حلال.

<<  <  ج: ص:  >  >>