للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذكر من قال ذلك: حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله (مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) يقول: من كلّ شرف يُقبلون.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر عن قتادة (مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) قال: من كلّ أكمة.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) قال: الحدب: الشيء المشرف، وقال الشاعر:

عَلى الحِدَابِ تَمُورُ (١)

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) قال: هذا مبتدأ يوم القيامة.

وأما قوله (يَنْسِلُونَ) فإنه يعنى: أنهم يخرجون مشاة مسرعين في مشيهم كنسلان الذئب، كما قال الشاعر:

عَسَلانَ الذئْبِ أمْسَى قارِبا ... بَرَدَ اللَّيْلُ عَلَيْهِ فَنَسَلْ (٢)

القول في تأويل قوله تعالى: {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (٩٧) }


(١) هذا جزء من بيت لم ينسبه المؤلف عند قوله تعالى: (وهم من كل حدب ينسلون) قال في (اللسان: حدب) يريد يظهرون من غليظ الأرض ومرتفعها. وقال الفراء: " من كل حدب ينسلون ": من كل أكمة ومن كل موضع مرتفع والجمع أحداب وحداب والحدب: الغلظ من الأرض في ارتفاع، والجمع الحداب. والحدبة: ما أشرف من الأرض وغلظ وارتفع. ولا تكون الحدبة إلا في قف أو غلظ أرض. وتمور: من مار الشيء يمور مورا: تحرك وجاء وذهب، كا تتكفأ النخلة لعيدانة.
(٢) البيت للبيد أو للنابغة الجعدي (اللسان: عسل، ونسل) . وعسل الذئب والثعلب يعسل عسلا وعسلانا: مضى مسرعا، واضطرب في عدوه، وهز رأسه. والقارب: الذي يطلب الماء ليلا، يسير إليه مسرعا. ونسل الماشي ينسل (كيضرب ويقتل) نسلا (بالتسكين والتحريك) ونسلانا: أسرع. وأصل النسلان للذئب، ثم استعمل في غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>