للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسلم: وأيّ شيء أدراك يا محمد، أيّ شيء ذلك الكتاب، ثم بين ذلك تعالى ذكره، فقال: هو (كِتَابٌ مَرْقُومٌ) وعنى بالمرقوم: المكتوب.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة فِي (كِتَابٌ مَرْقُومٌ) قال: كتاب مكتوب.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ كِتَابٌ مَرْقُومٌ) قال: رقم لهم بشرٍّ.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: (كِتَابٌ مَرْقُومٌ) قال: المرقوم: المكتوب.

وقوله: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) يقول تعالى ذكره: ويل يومئذ للمكذبين بهذه الآيات، (الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) ، يقول: الذين يكذبون بيوم الحساب والمجازاة.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: (الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) قال: أهل الشرك يكذّبون بالدين، وقرأ: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ ... ) إلى آخر الآية.

القول في تأويل قوله تعالى: {وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ (١٣) كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (١٤) } .

يقول تعالى ذكره: وما يُكذّبُ بيوم الدين (إِلا كُلُّ مُعْتَدٍ) اعتدى على الله في قوله، فخالف أمره (أثِيمٍ) بربه.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) قال الله: (وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ) أي بيوم الدين، إلا كلّ معتد في قوله، أثيم بربه، (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا) يقول تعالى ذكره: إذا قُرئ عليه حججنا وأدلتنا التي بيَّنَاها في كتابنا الذي أنزلناه إلى محمد صلى الله عليه وسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>