للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (١٨) } .

يعني جلّ ثناؤه بقوله: (وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ) : أي شيء يدفع عن هذا الذي بخل بماله، واستغنى عن ربه، ماله يوم القيامة (إِذًا) هو (تَرَدَّى) .

ثم اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: (إِذَا تَرَدَّى) فقال بعضهم: تأويله: إذا تردّى في جهنم: أي سقط فيها فَهَوى.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا الأشجعيّ، عن ابن أبي خالد، عن أبي صالح (وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى) قال: في جهنم. قال أبو كُرَيب: قد سمع الأشجعيّ من إسماعيل ذلك.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قوله: (إِذَا تَرَدَّى) قال: إذا تردّى في النار.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: إذا مات.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد (وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى) قال: إذا مات.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: (إِذَا تَرَدَّى) قال: إذا مات

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا الأشجعيّ، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد، قال: إذا مات.

وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: معناه: إذا تردّى في جهنم، لأن ذلك هو المعروف من التردّي، فأما إذا أُريد معنى الموت، فإنه يقال: رَدِيَ فلان، وقلما يقال: تردّى.

وقوله: (إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى) يقول تعالى ذكره: إن علينا لبيانَ الحقّ من الباطل، والطاعة من المعصية.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

<<  <  ج: ص:  >  >>