للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منها، (١) بما قدَّم فيها من صالح أعماله أو سَيّئها.

ثم ابتدأ الخبر جل ثناؤه فقال: (إنه لا يفلح الظالمون) ، يقول: إنه لا ينجح ولا يفوز بحاجته عند الله مَنْ عمل بخلاف ما أمره الله به من العمل في الدنيا (٢) = وذلك معنى:"ظلم الظالم"، في هذا الموضع. (٣)

* * *

وفي"من" التي في قوله: (من تكون) ، له وجهان من الإعراب:

= الرفع على الابتداء.

= والنصبُ بقوله: (تعلمون) ، ولإعمال"العلم" فيه.

والرفع فيه أجود، لأن معناه: فسوف تعلمون أيُّنا له عاقبة الدار؟ فالابتداء في"من"، أصحُّ وأفصح من إعمال"العلم" فيه. (٤)

* * *

القول في تأويل قوله: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (١٣٦) }

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وجعل هؤلاء العادلون بربهم الأوثانَ والأصنام لربهم = (مما ذرأ) خالقهم، يعني: مما خلق من الحرث والأنعام.

* * *


(١) في المطبوعة: ((من الذي يعقب دنياه)) ، والذي في المخطوطة هو الصواب.
(٢) انظر تفسير ((الفلاح)) فيما سلف ١١: ٢٩٦، تعليق: ٥، والمراجع هناك.
(٣) انظر تفسير ((الظلم)) فيما سلف من فهارس اللغة (ظلم) .
(٤) انظر معاني القرآن للفراء ١: ٣٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>