للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والعرب تكتفي ب "إذا" من "فعلت" و "فعلوا"، فلذلك حُذِف الفعل معها. (١) وإنما معنى الكلام: (وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم) ، مكروا في آياتنا فاكتفى من "مكروا"، ب "إذا لهم مكر".

* * *

= (إن رسلنا يكتبون ما تمكرون) ، يقول: إن حفظتنا الذين نرسلهم إليكم، أيها الناس، يكتبون عليكم ما تمكرون في آياتنا.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٢٢) }

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: الله الذي يسيركم، أيها الناس، في البر على الظهر وفي البحر في الفلك = (حتى إذا كنتم في الفلك) ، وهي السفن (٢) = (وجرين بهم) يعني: وجرت الفلك بالناس = (بريح طيبة) ، في البحر= (وفرحوا بها) ، يعني: وفرح ركبان الفلك بالريح الطيبة التي يسيرون بها.

* * *


(١) انظر معاني القرآن للفراء ١: ٤٥٩، ٤٦٠.
(٢) انظر تفسير " الفلك " فيما سلف ١٢: ٥٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>