للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر القَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَيَّاش

واستقضى بعد ابْن بكر، من أَصْحَابه الآخذين عَنهُ، الْفَقِيه الزَّاهِد أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَيَّاش الخزرجي؛ استدعاه أَمِير الْمُسلمين أَبُو الْحجَّاج لحضرته، وقلده قَضَاء الْجَمَاعَة بهَا؛ فَأَقَامَ الرَّسْم ثَلَاثَة أَيَّام حسبَة، كَمَا تقدم فِي اسْمه، وأفصح رَابِع يَوْمه بالاستعفاء؛ فَترك لشأنه.

ذكر القَاضِي أبي جَعْفَر أَحْمد بن برطال

واستقدم على أَثَره من مالقة أَيْضا أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الْأمَوِي، الْمَعْرُوف بِابْن برطال، أحد المترددين للْقَاضِي أبي عبد الله بن بكر أَيَّام كَونه بِبَلَدِهِ. فولى قَضَاء الْجَمَاعَة بغرناطة وَالْخطْبَة. قَالَ صَاحب عَائِد الصِّلَة: على قُصُور فِي المعارف؛ وَلذَلِك يَقُول الشَّيْخ نَسِيج وَحده أَبُو البركات: إِن تَقْدِيم ابْن برطال دَعَا ... طالبي الْعلم إِلَى ترك الطّلب حسبوا الْأَشْيَاء عَن أَسبَابهَا ... فَإِذا الْأَشْيَاء من غير سَبَب فأعنته الدربة وأنجدته الخطة على تَنْفِيذ الْأَحْكَام؛ فَلم يُؤثر عَنهُ فِيهَا أحدوثه، وَاسْتظْهر بجزالة أمضت حكمه وانقباض عافاه من الهوادة. فرضيت سيرته، واستقامت طَرِيقَته. وصير إِلَى مالقة بعد ذَلِك. فَتوفي بهَا أَيَّام الطَّاعُون الْكَبِير، وَذَلِكَ فِي منصف لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس صفر من عَام ٧٥٠: خرجت جنَازَته فِي الْيَوْم لليلة وَفَاته، صَحبه ركب من الْأَمْوَات يزِيد على الْألف، مِنْهُم شَيخنَا المقريء الْوَلِيّ أَبُو الْقَاسِم بن يحيى بن دِرْهَم، والأستاذ الْوَاعِظ أَبُو عبد الله أَحْمد الْمَعْرُوف بالقطان رَحْمَة الله عَلَيْهِم!

<<  <   >  >>