للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[حرف الهمزة]

[آبد]

قال فى المصباح المنير: أبد الشئ من بابى ضرب وقتل نفر وتوحش فهو آبد على وزن فاعل .. وكذا قال فى لسان العرب:

أبدت البهيمة توحشت .. وهذا المعنى هو ما صرح به ابن الأثير فى الجزء الأول من كتاب النهاية فى غريب الحديث.

والفقهاء يعبرون عن معنى الآبد بعبارات مختلفة، كالمتوحش والناد.

أما حكمه فى التذكية فإنه يكفى عقره عند العجز عن الذبح فيما يذبح أو النحر فيما ينحر على تفصيل فى ذلك - انظر مصطلح (تذكية).

[آبق]

١ - التعريف بالآبق، والفرق بينه وبين الضال:

الآبق فى اللغة من حصل منه الإباق، والإباق هو الهرب سواء أكان الهارب عبدا أم حرا فقد قال تعالى «وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ» (١) أما فى الاصطلاح فكما يلى:

[الحنفية]

يعرفه الحنفية بأنه انطلاق العبد تمردا والتمرد هو الخروج عن الطاعة وهذا يشمل ما إذا كان هروب العبد من سيده أو مستأجره أو مستعيره أو مودعه أو الوصى على من كان صغيرا وآل إليه العبد (٢) فالآبق إذا هو الذى انطلق تمردا على من ذكروا. أما الضال فهو الذى ضل الطريق إلى منزل سيده أو غيره ممن ذكروا بلا قصد (٣) .. ويتحقق التمرد بأن يكون الانطلاق من العبد لغير ظلم ممن هو فى يده كما بين ذلك صاحب الجوهرة (شرح القدورى نقلا عن الثعالبى) (٤).

[المالكية]

يعرف المالكية الآبق بأنه من ذهب مختفيا بلا سبب وفرقوا بينه وبين الهارب بأن الهارب من ذهب مختفيا لسبب ولكن قد قال الدسوقي فى حاشيته على الشرح الكبير للدردير (٥) بعد أن ذكر المعنى السابق ولعل هذا فرق بحسب الأصل وإلا فالعرف الآن أن من ذهب مطلقا أى لسبب أو غيره يقال له آبق وهارب. وقد بين الصاوى فى حاشيته على الشرح الصغير للدردير أن الآبق غير الضال فقد قال به عند تعليقه على عبارة الشرح الصغير فيما يتعلق بجعل من عادته رد الآبقين وأنه له جعل مثله ان اعتاده أى كان عادته الاتيان بهم أو غيرهم فقد


(١) الآيتان: ١٣٩، ١٤٠ سورة الصافات
(٢) الدر المختار حاشية ابن عابدين «رد المختار عليه» ج‍ ٣ ص ٣٥٥ - ٣٥٦ طبعة دار الكتب العربية.
(٣) حاشية ابن عابدين على الدر المختار ج‍ ٣ ص ٣٥٥ الطبعة السابقة.
(٤) ج‍ ١ ص ٤٦٦.
(٥) ج‍ ٤ ص ١٢٧ طبعة دار احياء الكتب العربية.