للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التعريف بالفقه الاسلامى]

[معنى الفقه لغة]

قال فى الصحاح: الفقه الفهم. قال أعرابى لعيسى بن عمر: شهدت عليك بالفقه.

تقول منه فقه الرجل بالكسر، وفلان لا يفقه ولا ينقه (أى يفهم).

وفى القاموس المحيط‍: الفقه بالكسر العلم بالشئ والفهم لة. وفى المصباح المنير الفقه فهم الشئ. قال ابن فارس: وكل علم لشئ فهو فقه.

فالفقه هو الفهم لما ظهر أو خفى، قولا كان أو غير قول، ومن ذلك قول الكتاب الكريم: «ما نَفْقَهُ كَثِيراً مِمّا تَقُولُ» (١).

«وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ» (٢).

«اُنْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ» (٣).

غير أن القرافى قال فى شرح تنقيح الفصول: وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازى: الفقه فى اللغة إدراك الأشياء الخفية. فلذلك تقول: فقهت كلامك ولا تقول فقهت السماء والأرض. وعلى هذا النقل لا يكون لفظ‍ الفقه مرادفا لهذه الألفاظ‍، والألفاظ‍ التى يشير إليها القرافى هى: الفهم والعلم والشعر والطب.

ولفظ‍ الفقه من المصادر التى تؤدى معناها، وكثيرا ما يراد منها متعلق معناها كالعلم بمعنى المعلوم، والعدل بمعنى العادل.

[معنى الفقه فى الصدر الأول]

وقد غلب فى الصدر الأول استعمال الفقه فى فهم أحكام الدين جميعها، أى فهم كل ما شرع الله لعباده من الأحكام، سواء أكانت متعلقة بالإيمان والعقائد وما يتصل بها، أم كانت أحكام الفروض والحدود والأوامر والنواهى والتخيير والوضع، فكان اسم الفقه فى هذا العهد متناولا لهذين النوعين على السواء، لم يختص به واحد منهما دون الأخر، وكان مرادفا إذ ذاك لكلمات «شريعة، وشرعة، وشرع، ودين» التى كان يفهم من كل منهما النوعان جميعا.

وكما كان اسم الفقه يطلق على فهم جميع هذه الأحكام، كان يطلق على الأحكام نفسها، ومن ذلك قولة عليه الصلاة والسلام: «رب حامل فقه غير فقيه» «رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه».

وهذا الاستعمال الجامع قد استمر أمدا ليس بالقصير، يرشدنا إلى هذا ما نقل عن الإمام أبى حنيفة: من أن الفقه هو معرفة النفس ما لها وما عليها، وما هذه المعرفة إلا معرفة أحكام الله بنوعيها، كما أنة سمى كتابة فى العقائد «الفقه الأكبر».


(١) الآية: ٩١ سورة هود.
(٢) الآية: ٤٤ سورة الإسراء.
(٣) الآية: ٦٥ سورة الانعام.

<<  <  ج: ص:  >  >>