للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأبطح واستقر به، وعرف بقريش البطاح، وقسم نزل بظهر مكة وعرف بقريش الظواهر. وقد كانت قريش البطاح هي عامة بطون قريش، أما قريش الظواهر فهم أربعة أبطن وهم: بنو بغيض بن عامر بن لؤي، وبنو الأدرم بن غالب، وبنو محارب بن فهر، وجماعة من بني الحارث بن فهر، وقد عاشت قريش الظواهر متبدية أوشبه مستقرة، ويبدو أن حالتها المالية لم تكن حسنة، فكانت لذلك تغير وتغزو. أما قريش البطاح؛ فلزمت الحرم واستقرت به وعرفت لذلك بقريش الضب١، واتخذت من التجارة ورعاية البيت الحرام موردًا تتعيش منه، وحصلت بذلك على مال عظيم. وقد كثرت بطون قريش البطاح وتعددت حتى كان عدد البيوت الظاهرة في نهاية القرن السادس الميلادي أحد عشر بطنًا. خمسة من ولد قصي، هم: هاشم بن عبد مناف ومعهم بنوالمطلب بن عبد مناف، وأمية بن عبد شمس بن عبد مناف، ونوفل بن عبد مناف، وعبد الدار بن قصي، وأسد بن عبد العزى بن قصي. والباقون من ولد كعب بن لؤي وهم: عدي بن كعب بن لؤي، وزهرة بن كلاب بن مرة بن كعب، وتيم بن مرة بن كعب، وسهم بن عمرو بن هصيص بن كعب، وجمح بن عمرو بن هصيص بن كعب، ومخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب. وتحت لواء هذه البطون الظاهرة انضوت بقية العشائر الأخرى من قريش٢. وبين هذه البطون انقسمت المناصب في مكة، وقد جاء الإسلام والأمر مستقر عليها.

حكم قصي مكة بعد أن أجلى خزاعة عنها، وجمع في يده المناصب الستة التي أشرنا إليها، وأقرت له العرب بذلك، ودانت له قريش وعظمته وأصبح أمره كالدين المتبع فيهم٣. فلما أسن قصي، عهد بالأمر من بعده لابنه الأكبر عبد الدار، وأسند إليه هذه المناصب كلها، ويعلل الأخباريون ذلك بأن عبد الدار كان بكر قصي، وكان أضعف إخوته الذين نبه ذكرهم وشرفوا في عهد أبيهم، فأراد قصي أن يرفع من قدر ابنه الأكبر ويلحقه بشرف إخوته، فعهد إليه هذا العهد، وخضع بنو قصي لهذا الأمر احترامًا لرأي أبيهم٤. لكن هذا الذي يقول به الأخباريون يخالف القواعد التي جرى عليها العرف عند القبائل العربية، فإن الكفاية الشخصية كانت هي الأساس في تولي


١ ابن الأثير ٢/ ١٣.
٢ الطبري ٢/ ٤٠.
٣ ابن هشام ١/ ١٣٧. الطبري ٢/ ١٨.
٤ ابن هشام ١/ ١٤٣- ١٤٤.

<<  <   >  >>