للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفصل الأول: نشأة يثرب

على بعد حوالي ثلاثمائة ميل في شمال مكة تقع يثرب، وهي واحة خصيبة التربة غزيرة المياه محصورة بين لابتين بركانيتين تعرفان بالحرتين، حرة واقم في الشرق، وحرة الوبرة في الغرب. وتكتنف الوديان الحرتين من الشرق ومن الغرب، وتحيط بالمدينة من جهاتها الأربع. ويقع جبل عير في الجنوب الغربي من يثرب١. والقادم من مكة إلى يثرب -في زمن الهجرة النبوية- كان يمكنه إذا قام بأعلى جبل عير أن يحدد صورة مكتملة لمنطقة يثرب، فوادي العقيق إلى يساره ممتد غربي المدينة فيما وراء حرة الوبرة إلى ما بعد بئر رومة في شمالها الغربي. والعريض وعوالي المدينة إلى يمينه من شرق حرة واقم. وهناك من أقصى الشمال يقوم جبل أحد ثم جبل سلع، وتقع قرية قباء في جنوب المدينة على ميلين منها٢. وبين قباء والمدينة يسير وادي بطحان ووادي رانوناء حيث يتجهان شمالًا فيما بين حرة الوبرة والمدينة. فيتصلان بوادي قناة وهو واد يقع في جنوب أحد وينحدر غربًا بينه وبين جبل سلع حتى يتصل بوادي بطحان، وتلتقي هذه الوديان عند مجتمع الأسيال من رومة، كما يوجد واد مذينب ووادي مهزور في الجنوب الشرقي من المدينة، ويحصران بينهما عوالي المدينة التي كانت زاهرة عامرة، وتبدو أودية المدينة منحدرة من الجنوب إلى الشمال، تسير في انحدارها مياه الأمطار فتجعل منها جنات ذات زرع زاهي الخضرة وبساتين تنبت أشجار الفاكهة والنخيل.


١ ياقوت ٤١/ ١٧٢.
٢ نفسه ١٨/ ٨٢، الإصطخري، ٣٢، البتنوني ٢٥٦ "يقول البتنون: إن قباء على خمسة كيلو مترات من المدينة".

<<  <   >  >>